مسابقة نجم الأقلام : المرحلة الأخيرة .

مشاركة أبو قنوة : يا قلب
في انات من ليل , والحافلة تشق قلب الصحراء ,, السماء تتالق ببديع خالقها ,, واطياف على التلال الصامتة البعيدة ,, الروح ترمي بها انواء الليل ما بين ذكرى ونور يتسلل في سكون ,, وصمت ,,
سنون العمر امتدت قليلا ,,,وعاثت بها انواء وخطايا ,, خطايا كزبد البحر ,,, والاثم تجذر واستمسك حتى اصبحت الروح كعتمة هذا الليل ,, لا امل فيها الا خيط من نور ,,
جبال من خطايا ,,, واثم عنيد ,, وقلب لم يستريح بعد ,,
اسندت راسي بكل ما فيه من تلاطمات على نافذة الحافلة ,, واخذت استعيد ماض من ذكريات بائسة ,, وجنون ,, عز على القلب ان يكذب على نفسه ,, وحيدا في هذا العمق من الكون اخذت الذكرى تتلاحق ,, وبين الاثم والخطيئة وما يليها ,, ككبائر قد اشرعت ابوابها ,,
كل هذا ,, واكثر ,, كيف يمكن ان يذهب جفاءا ,, كل هذا كيف يمكن ان يصبح اثرا بعد عين ,,
لم ترد خطاي في البال ولا ورد طيف جهنم ,,ولا عذاب القبر ,, ولكن الروح معذبة ,, والقلب محطم ,, من يغفر كل هذا ..؟
من يعفو عن كل هذا ,, من يسقط المعاذير ,, كل المعاذير ,, من يطفىء النار ,, ويزيل القبيح .
يا الله ...جئتك بكل خطايا الكون ,, كل اثام الروح ,,, كل هذا .. كان ,, كل هذا وانت تعلم ,,عن عبدك .. وتمهله قليلا ,, كل هذا واكثر ,, حتى الانتفاء ,, ,, الالحاد ,,الكفر ...
كل هذا ,, والحياة تسير ,, وانت تمهل وتمد لي السبل ,,
يا قلب اتعبت كثيرا ,,, ونزفت كثيرا ,,
ان هي غفلة ,, او نوازع الروح .. او املا في الله ,,
هل يطمئن القلب ,, ام يبقى متسخا في ذكريات وخطايا ,, ,, اي هول من الخطايا ,, واي جحيم من ذنوب ,, ,,كانت لي ,,
يا الله ,,,
جئتك عاريا الا من ذنوبي ,, تائها في صحراء الخطيئة ,,,بلا امل يرجى ,,

يا الله ,, اني ابسط يدي اليك .. على بابك ,, فلا ترهقني ذلة ,, ولا تردني طريدا من رحمتك .
*******
تألقت و بدت من بعيد ,, والعين تبحث ,, والقلب به رجاء ,,,

كان كل ما فيها حبيب ,, ومهد لي الله,,, هوينة هوينة ...كما احب واكثر ,,
دخلت بكل اثم وخطيئة مستسلما .. من باب السلام ,, ,, وعبرت ... والقلب يهتف ,,
وأهلت وبدت واشرقت بكل نورها ,, بكل عزتها ,, كشمس الصبح ,, كخروج الروح ,, فكانت كالطود العظيم ..هذه هي الكعبة الغراء ,,على اعتاب حدقة العين .
خارت القدم على اعتابها ,, وتحجرت العيون في ماقيها ,,
والمشهد حينئذ مهيب ,,كعاصفة عشق ,,, وحمام البيت , ونداء السماء ,, ونجوم تدلت تتراءا خلف جبال النور ,,
هنا مكة ,, هنا البلد الامين ,,هنا الهدى كان ..
نور على نور ,,,
سكن القلب ,, واطمئنت النفس ,,وقليلا قليلا ,,, ما بين الركن والحجر ,,, ,, بلغت الروح الحناجر ,,
في بيتة المعمور ,,
على حافة الملتزم القيت كل تعبي وهمي ,,
وحملت قلبي بكفي ..
وانسكبت العبرات ,, أن لها ان تسكب,,
هنا تسفح الدموع ,,,وحق عليها ان تسفح ..
انه التسليم ,,,,,,,,,
انه الرجاء ,,,,,,,,,,,,,,
هنا عفو رب غفور ,,
رب غفور .