هشاميات .. مستقيل

ايها الهشام ...
معك عرفت كيف تموت الأنهار عطشا
و كيف ينحني النخل إلى الأعلى
و كيف يكون طعم العسل مرا
و كيف تتجمد المشاعر في أتون الشوق
لا تستغرب بانني
عدت إلى غفوة النسيان
مر عام علينا ..
لا شيء تغير .. الا انا !!
لم أعد أنا ذاك الذي يريد البقاء
امتد السواد بين شفتيك و عيني
و ساد قلبي وجف رهيب
مددت يدي أتحسس
الجانب الأيسر من خاصرتي
و كأني طعنت بسكين ذو حدين
لمست لزوجة النزف
مختلطة بنبضك وبوح الحرف
ممزق أنا و على شفتي
حشرجة الحرف .. لوداع النوارس
الممزوجة بالأنين .. وجنون من حرف
موجع الحديث معك ايها الهشام
ايها الحلم والجراح ..
مرة نهفو بنا نحوالأفق
و مرة تسمو بنا إلى السماء

ونطلب الأمان سكنا
و الحنان ماء
ومرة يلهو بنا الحرمان
يصلبنا على اسوار الرغبة
فتسول لها أشباح الخوف
راحة الموت
فنشنق أنفسنا بحبال اليأس
أو نصلبها على أعمدة الصبر
فيكون ما حدث محض وهم
أو هذيان يوم أغبر ..