مسابقة نجم الأقلام ( المرحلة الأولى )

( 5 ) أبو قنوة
عذرا لقد مات

حملتني كل ما في قلبها .....وقالت .. هذا منديلا وبقايا زهرة قد جفت أوراقها.. ورسائل معطرة . وضعتها في يدي وشدت عليها , كأنها ياقوته غالية .كانها تستودعني قلبها
. ترقرقت شفاهها . واهتزت الثنايا.. وانساب خيط رفيع .. دمعة كانت . وقلب يحترق ..
هذا كل ما بقي ...
تنهدت بألم وحسرة .. وباحت بوجع دفين ...وبهمس الملائكة .. قل له .. حبيبي ....هذا كل ما بقي . هذه حطام الروح .. وبقايا حبيبه .. ذكريات عمر مضى .. هذه روحي...... الهزيع الأخير من العشق الوداع النهائي .. بقايا عطر .. فرحتنا التي كانت.. أملنا الذي مات ... وصور رسمناها .. هنا .. وهناك . مع كل الخطى .
هذه بسماتنا .. ودمعاتنا قبلاتنا التي طبعت في القلوب ..نعدو في المكان ..
اشد كفك عند القلب .. اسلم لك الروح .. أسكنك الحنايا.. هذه كل ما بقي ...
حبيبي الذي مضى ..
هذه جدائلي .... هذه بقايا من عمري الذي وهبته لك ... هذه رسائل الشوق التي كتبتها ...
كيف لي أن أودعك ولست معي ... لمن أشكو لوعتي .. وجرح الفؤاد .. يد من اشد عليها .. من يتلو لي ايات العشق وسطور الهوى .. من تعانق الروح في غربتها ...بصدر من ادفن راسي .. لمن يخفق القلب .. اذوي في أحضان من ........ وأنت البعيد ..
لمن أكون وقد خلقت لك .. كبرت علي يديك .. افترشت كفيك ... وحلمت .. وحلقت ... في نور عينيك ....
لمن سيقبل الليل... ويطلع الصباح .. لمن ستشدو الطيور .. وترفرف النسمات .. لمن يهتز الوتر .. واغصان الشجر .. ولمن سينطق الحجر ..
طال المدى وتباعدت الخطوات .. قالوا انك سافرت.. وابتعدت ... وربما .. ربما نسيت ...
وقفت كثيرا .. انتظرت كثيرا .. بكيت .. سكبت انهارا من دموع... وقفت على كل النوافذ ...
سرت في كل الدروب ... سالت كل الكائنات ..
ولم تأتي ...
قل له إنا على العهد ...
قل له هذا كل ما بقي ....
حملت أمانتها بين يدي . وعدت أهيم على وجهي .. تتراءى لي صورها .. دمعتها .. قلبها الرقيق حيرة الشفاه لوعة وانين .. كل ما فيها كان سحرا .. الق أخر ... رغم الحزن الكبير .
على ذاك الباب وقفت احمل أمانتها .اشدها... أكاد اغرسها في صدري ... شعرت بأن قلبها في يدي .. والدم ينزف بين اصابعي ... شعرت بأني احمل الدنيا فوق أكتافي ..
شاهدته ..هناك .. كان يجلس عاليا ... مزهوا فوق منصة الفرح .. وأخرى تمسك بيده ... عروسة التي اختار .. قلب أخر .. خنجرا كبير.

شددت يدي على أمانتها .. وعدت إدراجي ...
كالميت الذي يسير وجدتها.. انطفأ كل بريق في عينيها .. واصفرت الشفاء.. وذوى الشباب وخيال العمر .. يزحف في مفارق الصبى ...
باحت بكل لهفتها ..بكل لوعتها .. تنتظر حلما كبير... أملا ما .. ...
نظرت في عيني .. ترقب ... ترنو بشوق ...شوق صغير .. قبس من نور ...
تحسست الأمانة في يدي ....
عذرا : لقد مات ....
انطلقت كالريح ..كفراشات النار .. تباعدت كسراب .. نقطة من ضوء .. ...
أيام..... قلية ... قليلة... خرجوا بها ... قالو أنها ماتت .. إن القلب قد سكت ...
سرت خلف النعش .. اشد يدي على أمانتها اشد على كل قلبي . احبس الدمعة في الماقي ..
.. كيف سكت قلبها ..
كيف مات قلبها....
وهو ينبض في يدي