صاحبة الدموع أوجعتِني

أيتها الروح الهائمة .... إليك أيتها النفس المعذبة ...
إلى تلك الدمعة المحفورة على خد الزمان على مر الأيام ....
إلى تلك الابتسامة التائهة التي فقدت مبسمها ...
إلى القلب النابض... الحاقد ... الثائر ...
إلى ذلك البريق الذي غطته ظلمات الكآبة ... ذلك الأمل البعيد ...
إلى تلك العين التي ألفت الدمع و ألفها .... و ذلك الصدر الذي اعتاد زفرات الشجن ...
إلى ذلك البحر الذي غص بالمجهول و أثمل بالموت .. إلى أمواجه المتلاطمة التي تشبهنا نتخبط في عباب الحياة العكرة ...
إلى تلك الساعات التي تمضي ، الدقائق التي تضيع و الثواني التي تمر و تخطف العمر معها ...
إلى تلك الفرحة التي هجرت القلوب ، إلى كل حب ذبل و تلظى بنيران الشوق والعذاب ...
إلى تلك الطيور الذبيحة التي قدّستها البراءة و ضرّجتها دماء الخديعة ...
إلى من أكتب ؟ إلى نفسي؟ ... إلى عمري ؟.. من أنا ؟..

صخرة في هذه الحياة تكتلت الهموم عليها ، هجرتها السعادة إلى أعشاشها الدافئة ... إلى أين تسير قدماك في هذا الدرب الطويل ؟ من أجل من نعيش و نصارع الحياة ؟
ويل للحياة التي نصارعها ...و يل للموت الذي نهرب منه و يلحق بنا ...
إلى أين تسيرين أيتها الروح و إلى من تطيرين ؟
إلى ذلك الحلم البعيد الذي اكتنفته العقول و آمنت به القلوب و خضعت له أفلام الخيال ...
إلى الدموع التي ذُرفت ... إلى الحرقة التي تسبق الدمعة و تسير إلى القلب لتصليه نيران اللوعة ..
إلى ذلك الندم الذي يعقب الخطيئة و الرجاء الذي يتصل بالمغفرة ...
إلى حبال القدسية ... الحبال الخفية التي تعلّق قلوبنا بنور خفيّ ظاهر باطن ... إلى الطمأنينة التي نأمل أن تحط أخيراً في النفس ...
أكتب كلماتي ...إلى نفسي ... إلى قلبي .... إلى روحي ........


ايها الفراهيدي ارحموا قلبي من تعابيركم والمحار بين طيات القلب وحرفك الراقي تتارجح نحوا قمم الكبرياء رغم الالم الجروح