مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبي من أرض الحجاز ، فاشتراه النبي - صلى الله عليه وسلم - . 
 
[ ص: 16 ] وأعتقه ، فلزم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه ، وحفظ عنه  كثيرا من العلم ، وطال عمره ، واشتهر ذكره . يكنى أبا عبد الله ، ويقال :  أبا عبد الرحمن . وقيل : هو يماني . واسم أبيه جحدر ، وقيل : بجدد . 
 
حدث عنه : شداد بن أوس ، وجبير بن نفير ، ومعدان بن طلحة ، وأبو الخير  اليزني ، وأبو أسماء الرحبي ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو كبشة السلولي ،  وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وخالد بن معدان ، وراشد بن سعد . نزل حمص . وقال  مصعب الزبيري : سكن الرملة ، وله بها دار ولم يعقب . وكان من ناحية اليمن .  وقال ابن سعد نزل حمص ، وله بها دار ، وبها مات سنة أربع وخمسين يذكرون  أنه من حمير . وذكر عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص : أنه من ألهان وقبض  بحمص ، وداره بها حبسا على فقراء ألهان . وقال ابن يونس : شهد فتح مصر ،  واختط بها . 
 
[ ص: 17 ] وقال ابن منده : له بحمص دار ، وبالرملة دار ، وبمصر دار . عاصم  الأحول : عن أبي العالية ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من  تكفل لي أن لا يسأل أحدا شيئا وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان : أنا . فكان  لا يسأل أحدا شيئا . 
 
إسماعيل بن عياش ، عن ضمضم بن زرعة ، قال شريح بن عبيد : مرض ثوبان بحمص ،  وعليها عبد الله بن قرط فلم يعده ، فدخل على ثوبان رجل يعوده ، فقال له  ثوبان : أتكتب ؟ قال : نعم . قال : اكتب ، فكتب : للأمير عبد الله بن قرط ،  من ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد : فإنه لو كان  لموسى وعيسى مولى بحضرتك لعدته . فأتي بالكتاب ، فقرأه ، وقام فزعا . قال  الناس : ما شأنه أحضر أمر ؟ فأتاه ، فعاده ، وجلس عنده ساعة ، ثم قام ،  فأخذ ثوبان بردائه ، وقال : اجلس حتى أحدثك ; سمعت رسول الله - صلى الله  عليه وسلم - يقول : ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا  عذاب ، مع كل ألف سبعون ألفا . 
 
أخرجه أحمد في " مسنده " . [ ص: 18 ] عن ثور بن يزيد ، أن ثوبان مات بحمص سنة أربع وخمسين .