أبو برزة الأسلمي ( ع ) 
 
صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - نضلة بن عبيد على الأصح . وقيل : نضلة  بن عمرو . وقيل : نضلة بن عائذ ، ويقال : ابن عبد الله . وقيل : عبد الله  بن نضلة . ويقال : خالد بن نضلة . روى عدة أحاديث . [ ص: 41 ] روى عنه :  ابنه المغيرة ، وحفيدته منية بنت عبيد ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو المنهال  سيار ، وأبو الوضيء عباد بن نسيب ، وكنانة بن نعيم ، وأبو الوازع جابر بن  عمرو ، وعبد الله بن بريدة ، وآخرون . نزل البصرة ، وأقام مدة مع معاوية .  قال ابن سعد : أسلم قديما ، وشهد فتح مكة . قلت : وشهد خيبر . وكان آدم  ربعة ، وحضر حرب الحرورية مع علي . قال أبو نعيم : هو الذي قتل عبد العزى  بن خطل تحت أستار الكعبة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم . 
 
يحيى الحماني : حدثنا حماد ، عن الأزرق بن قيس قال : كنا على شاطئ نهر  بالأهواز ، فجاء أبو برزة يقود فرسا ، فدخل في صلاة العصر . فقال رجل :  انظروا إلى هذا الشيخ ، وكان انفلت فرسه ، فاتبعها في القبلة حتى أدركها ،  فأخذ بالمقود ، ثم صلى . قال : فسمع أبو برزة قول الرجل ، فجاء فقال : ما  عنفني أحد منذ فارقت رسول الله غير هذا ، إني شيخ كبير ، ومنزلي متراخ ،  ولو أقبلت على صلاتي ، وتركت فرسي ، ثم ذهبت أطلبها ، لم آت أهلي إلا في  جنح الليل . لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت من يسره .  فأقبلنا نعتذر مما قال الرجل . [ ص: 42 ] وكذا رواه شعبة ، عن الأزرق قال :  كنت مع أبي برزة بالأهواز ، فقام يصلي العصر ، وعنان فرسه بيده ، فجعلت  ترجع ، وجعل أبو برزة ينكص معها . قال : ورجل من الخوارج يشتمه ، فلما فرغ ،  قال : إني غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستا أو سبعا ، وشهدت  تيسيره . 
 
همام ، عن ثابت البناني ، أن أبا برزة كان يلبس الصوف ، فقيل له : إن أخاك  عائذ بن عمرو يلبس الخز ، قال : ويحك ! ومن مثل عائذ !؟ فانصرف الرجل ،  فأخبر عائذا ، فقال : ومن مثل أبي برزة !؟ قلت : هكذا كان العلماء يوقرون  أقرانهم . 
 
عن أبي برزة قال : كنا نقول في الجاهلية : من أكل الخمير سمن ، فأجهضنا  القوم يوم خيبر عن خبزة لهم ، فجعل أحدنا يأكل منه الكسرة ، ثم يمس عطفيه ،  هل سمن ؟ وقيل : كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية ، للأرامل  واليتامى والمساكين وكان يقوم إلى صلاة الليل ، فيتوضأ ، ويوقظ أهله - رضي  الله عنه - . [ ص: 43 ] وكان يقرأ بالستين إلى المائة . يقال : مات أبو  برزة بالبصرة . وقيل : بخراسان . وقيل : بمفازة بين هراة وسجستان . وقيل :  شهد صفين مع علي . يقال : مات قبل معاوية في سنة ستين وقال الحاكم : توفي  سنة أربع وستين . 
 
وقال ابن سعد : مات بمرو . قيل : كان أبو برزة وأبو بكرة متواخيين . 
 
الأنصاري : حدثنا عوف ، حدثنا أبو المنهال قال : لما فر ابن زياد ، ورتب  مروان بالشام ، وابن الزبير بمكة ، اغتم أبي ، وقال : انطلق معي إلى أبي  برزة الأسلمي ; فانطلقنا إليه في داره ، فقال : يا أبا برزة ، ألا ترى ؟  فقال : إني أحتسب عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش . وذكر الحديث .