| 
 
    
	أختيار الاستال من هنا  
  
 | 
	
	|||||||
| روسيا اليوم | الجزيرة | ناشونال جيوغرافيك | المملكه | الاخباريه السوريه | الكوفيه | الرياضيه | عمون | يوتيوب | مركز رفع الصور | 
| المنتدى الاسلامى العام كل ما يتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية , إسلاميات , متفرقات إسلاميه , مقالات إسلاميه , محاضرات إسلامية , أحاديث نبوية , أحاديث قدسية , روائع إسلاميه (بما يتفق مع مذهب أهل السنة والجماعة ) . | 
![]()  | 
	
	
| كاتب الموضوع | عفراء | مشاركات | 2 | المشاهدات | 18359 | 
                        
        |   | 
    
         
 | انشر الموضوع | 
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
			
			 | 
		رقم المشاركة : ( 1 ) | ||||||||||||||
| 
			
			   ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() 
  | 
	
	
	
		
		
			
			 
                                                                          بِسْمِ اللهِ                                      الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ أيها الأخوة المؤمنون ، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يمدنا بقوة منه نحن جميعاً ، كي نتابع فهْمَ كتاب الله ، وتطبيقَه ، والأخذَ به ، وسوف نفسِّر إن شاء الله تعالى سورةَ الفاتحة ، لأن هذه السورة عظيمة القدرِ ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : " ..لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " .                                                                                                                (من سنن                                      الترمذي) أولاً : يقول ربنا سبحانه وتعالى :                                                                           [سورة النحل]                                                                                                                                                                   أجمع العلماء أن كلمة أعوذ بالله من الشيطان                                      الرجيم ليست آية ، لكن النبي عليه الصلاة                                      والسلام ما كان يقرأ القرآن الكريم إلا ويتعوذ                                      بالله من الشيطان الرجيم ، امتثالاً لقوله                                      تعالى :العلماء قالوا مندوب أن نقرأها في غير الصلاة ، وواجب أن نقرأها في الصلاة ، فيجب أن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم في الصلاة ، ولكن سراً ، تقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جَدُّك ، ولا إله غيرك ، سراً ، ثم تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم سراً . وأما البسملة فالأكثرُ على أنها تُقرأ جهراً ، وأبو حنيفة رضي الله عنه يرى أن تُقرأ أيضاً سراً ، ومذهبُه رضي الله عنه يبدأ القراءة بقوله : الحمد لله رب العالمين ، لكن الأكثرَ على قراءة البسملة جهراً ، أما التعوذ فيجمعون على أنه يُقرأ سراً ، وهذا في الصلاة . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ : اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا ، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ....*                                                                                                                (صحيح البخاري                                         فالنبي عليه الصلاة والسلام كان دائماً يتعوذ بالله ، ولاسيما السورتين الأخيرتين :                                                                                                                [سورة الفلق]                                                                                                                                                     [سورة الناس]                                                                           [سورة                                      الأعراف]                                                                                                                                                                     ولكنْ لِمَ سُمِّي الشيطان                                      شيطاناً ، لأنه شَطَنَ ، بمعنى ابتعد ، وخرج                                      عن طريق الحق ، والله سبحانه وتعالى حينما                                      خلقنا رسم لنا منهجاً ، قال تعالى :                                                                          [سورة البقرة                                      ـ سورة طه ـ سورة فصلت]                                                                                                                                                                  ما دمت على المنهج الإلهي فلا تخف ، ولا تحزن                                      ، قال تعالى :                                                                          [سورة                                      المائدة]                                                                                                                                                                   إذا اتبعت رضوان الله سبحانه وتعالى يهديك                                      بمنهجه إلى سبلِ السلام ، سلام في بيتك ، سلام                                      في صحتك ، سلام في أولادك ، سلام في تجارتك ،                                      سلام في عملك ، سلام في ماضيك ، سلام في حاضرك                                      .سلام في مستقبلك ، سلام في خريف عمرك : فلما يطبق الإنسان المنهج الإلهي ، وللإيضاح أضرب مثلاً بآلة ثمينة جداً ، معها تعليمات دقيقة جداً من خبراء الشركة ، إذا اتبعتَ التعليمات فإن هذه الآلة تخدمك إلى أمد طويلٍ طويل ، وإذا خالفتَ التعليمات فسوف تصاب بالعطب ، وتخسرها ، وتخسر ثمنها ، إذاً مَن هو الشيطان ؟ ذلك المخلوق الذي خرج عن المنهج القويم ، الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ، لذلك قال الله تعالى :                                                                           [سورة                                      الإسراء]                                                                                                                                                                       من منا لا يحب أن يعيش                                      حياةً سعيدة ، فيها سلام ، وفيها رضا ، فيها                                      طمأنينة ، وفيها ثقة بالله ، من منا لا يحب أن                                      ينجو من الخوف ، وأن ينجو من القلق ، أن ينجو                                      من القهر ، وأن ينجو من الألم :                                      إذاً الشيطان ذلك المخلوق الذي خرج عن المنهج الإلهي ، وكل مخلوق خرج عن المنهج الإلهي فهو شيطان ، وهناك شياطين الإنس ، وهناك شياطين الجن ، قال تعالى :                                                                           [سورة القصص]                                                                                                                يعني خرج عن                                      طريقتهم الصحيحة ، قال تعالى :                                                                          [سورة طه]                                                                                                                فالطغيان خروج                                      عن طريق الحق ، والبغي خروج عن طريق الحق ،                                      والشطن خروج عن طريق الحق ، والفسق خروج عن                                      طريق الحق ، قال الله سبحانه وتعالى :                                                                          [سورة                                      الأنعام]                                                                                                                                                     [سورة الكهف]                                                                                                                                                                   يُحمد الله مرتين ؛ مرةً على خلق السماوات                                      والأرض ، ومرة على هذا المنهج القويم الذي                                      أنزله على أنبيائه .فملخص الكلام أن لله في الأرض منهجاً ، وأن لله في الأرض قرآناً ، وشرَعَ لنا شرعاً ، فما دمت ضمن الشرع فأنت في سلام ، في حياتك الدنيا ، ويوم تقوم الساعة ، ويوم تقوم القيامة ، وأنت في جنات عدن خالداً فيها إلى أبد الآبدين ، مادمت وفق هذا المنهاج ، فإذا خرجت عنه تدفع الثمن ، ما دمت في طاعة الله فأنت في ظل الله ، وذمته ، فإذا خرجت عن طاعته خرجت من حيّز ظله ، تحمل المتاعب حينئذٍ ، جاء أعرابي النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال يا رسول الله ، عظني وأوجز ، قال : قل آمنت بالله ثم استقم ، قال أريد أخفَّ من ذلك ، قال إذاً فاستعد للبلاء " . قضية واضحة كالشمس ، إما أن تطبق التعليمات ، وإما أن تستعد للبلاء ، قل أعوذ بالله من الشيطان ، هذا المخلوق الذي طغى ، والذي غوى ، الذي بغى ، والذي شطن ، بمعنى ابتعد ، وبعضهم قال : الشيطان من شاط ، بمعنى احترق ، احترق بنار البُعد ، شقي بالبعد ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : " الناس رجلان ، بَرَّ تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله - يعني لو أن في الأرض إنساناً واحداً بعيداً عن الله ، وهو يعيش سعيداً رغْمَ بُعْده عن الله لكان هذا الدين باطلاً ، ولو أن إنساناً واحداً كان متصلاً بالله ، وهو شقي في حياته رغمَ طاعته ، وتقواه لكان هذا الدين باطلاً ، قال تعالى :                                                                           [سورة طه]                                                                                                                                                     [سورة النحل]                                                                                                                                                                 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، الرجيم البعيد                                      ، والأصح من كلمة البعيد المُبعَد ، لأنه خرج                                      عن طريق الحق ، وشطن ابتعد ، فاحترق  فأبعد ،                                      قال تعالى :الشيطان يعدكم الفقر ، الشيطان يخوفكم ، الشيطان يأمركم بالفحشاء من طريق الأمر بالفحشاء ، يغريك بالمعاصي ، يزين لك المعاصي يعدك بالفقر ، يوسوس لك إذا أنفقت مالك تبقى فقيراً ، ثماني آيات في كتاب الله تَعِدُ الذين ينفقون أموالهم بالتعويض الجزيل ، قال تعالى :                                                                           [سورة البقرة                                      ـ سورة سبأ ـ سورة النساء]                                                                                                                                                                    إذاً : إذا قرأت القرآن فاستعذ                                      بالله من الشيطان الرجيم ، إذا قرأته خارج                                      الصلاة فهذا مندوب ، أما إذا قرأته في الصلاة                                      فهذا واجب ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان                                      يعوذ بالله من كل شيء ، من دار يدخلها ، ومن                                      دابة يركبها ، كان إذا ركب دابة يقول : أعوذ                                      بالله " اللهم إني أسألك خير هذه الدابة ،                                      وخير ما خُلقت له ، وأعوذ بك من شرها ، وشر ما                                      خلقت له " .الاستعاذة بالله من دابة ، من بيت ، من عمل لا يرضي الله عز وجل ، من رفقاء السوء ، من نزهة قد تكون فيها النهاية الوبيلة . الإنسان المؤمن من علامة إيمانه أنه دائماً يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أنْ يضله ، أو أن يغريه ، أو أن يفسده ، أو أن يفتنه ، أو أن يحمله على معصية ، أو أن يوسوس له ، أو أن يبعده عن أهل الحق ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . وأما كلمة بسم الله الرحمن الرحيم فلها حديث طويل ، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النمل :                                                                           [سورة النمل]                                                                                                                                                                    النبي عليه الصلاة والسلام من                                      سنته المطهرة أنه كان يبدأ كل أفعاله ببسم                                      الله الرحمن الرحيم ، ونحن نرى على مقدمة                                      الكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، وفي أكثر                                      المجالات بسم الله الرحمن الرحيم ، وأصبحت                                      تقليداً ، قد يكون الكتاب يتحدث عن نظرية                                      داروين ، ويبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ،                                      البسملة خلاف المضمون .الموضوع في بسم الله الرحمن الرحيم ، أن هذه الباء حرف جر ، أي أبدأ بسم الله ، وأسماء الله كلها حسنى ، الرحمن الرحيم ، كأن الكلام ناقص ، هناك فعل يتعلق بهذه الباء ، يعني أبدأ عملي بسم الله ، آكل بسم الله ، أؤلف هذا الكتاب بسم الله ، أصدر هذا الحكم كقاضي بسم الله ، فما معنى بسم الله ؟ . إذا أردت أن تأكل ، وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، هناك معنيان لهذه البسملة : · · المعنى الأول : أن هذا الطعام الذي تأكله إنما هو من نعمِ الله عز وجل ، فكل هذا الطعام باسم الرزاق ، كل هذا الطعام باسم المغني ، بسم المقيت ، بسم المجيد ، بسم الواهب ، بسم اللطيف ، بسم الله ، الله كما قلت قبل قليل : اسم جامع لأسماء الله الحسنى ، فإذا قلت : باسم الله فالبسملة بحسب الموضوع الذي أنت بصدده ، فإذا أكلت ، وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، يعني أنك آمنت بأن هذا الذي تأكله من صنع الله فهل فكرت في ذلك ، وأن الله سبحانه هو الرزاق ، قال تعالى :                                                                           [سورة يس]                                                                                                                                                                    إذا شربت كأس                                      ماء وقلت بسم الله الرحمن الرحيم ، هل فكرت في                                      أن هذا الماء أصله شمس سُلطت على بحار شاسعة ،                                      فتبخر ماؤها ، وتقطر                                                                           k                                                                                                                وأصبح بخاراً عالقاً في الجو ،                                      واجتمع سحباً ، ساقته الرياح إلى أرض عطشى ،                                      أنزله الله بفضله وبقدرته ماءً ثجاجاً ، أنبت                                      به الزرع والزيتون ، أودعه في الجبال ، فجره                                      ينابيع ، أساله أنهاراً ، فالشمس داخلة في هذا                                      الكأس، والمجرات والأنواء ، والمناخ ، والرياح                                      ، والحرارة ، والبرودة ، والجبال ، فإذا قلت :                                      بسم الله الرحمن الرحيم ، يعني هل فكرت بسم                                      الرزاق ، باسم المعطي ، باسم الواهب ، باسم                                      الغني ، بسم الله الرحمن الرحيم ، يعني أشرب                                      الكأس بسم الله الرحمن الرحيم .· · والمعنى الثاني أن لله في خلقه سنةً في شرب الماء . فإذا قلت : بسم الله الرحمن الرحيم فلا ينبغي أن تشرب الماء خلاف السنة ، أن تشربه مصاً ، ولا تعبه عباً ، أن تشربه على ثلاث مراحل ، أن تشربه وتحمد الله عز وجل ، أن تبعد الإناء عن فيك ، ألا تتنفس في الإناء ، هذه سنة النبي المطهرة ، نهانا عن التنفس في الإناء. الآن ثبت أن هناك أمراضاً تنتقل عدواها عن طريق الزفير الذي يختلط بالماء المشروب ، فقال عليه الصلاة والسلام : " أَبِنْ القدح عن فيك " . بين الشربتين أَبِنْ القدح عن فيك ، لئلا يختلط النفس بالماء ، وكان عليه الصلاة والسلام ، قد قال : مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً ، فإن الكُباد من العب " . مرض الكبد يأتي من عب الماء ، وكان عليه الصلاة والسلام إذا شرب حمد الله ، فكل هذا من سنته المطهرة ، إذا قلت : بسم الله الرحمن الرحيم فلها معنيان ، الأول : هل فكرت في هذه النعم ؟ والثاني : هل أنت مطبق سنة رسول الله في شرب الماء ؟ هذا في الشرب . وفي الطعام ، قال تعالى :                                                                           [سورة                                      الأعراف]                                                                                                                                                                       كلوا واشكروا له ؛ الحمد                                      لله الذي أطعمني فأشبعني ، وسقاني فأرواني ،                                      إن الله ليرضى عن العبد إذا أكل الأكلة أن                                      يحمد الله عليها ، وإذا شرب الشربة يحمد الله                                      عليها ، ليرضى عن العبد ، يعني إذا أكل                                      الإنسان ، وشبع فليقل : الحمد لله ، فإذا قلت                                      : بسم الله فهذه التسمية تعني أن فكر في هذه                                      النعم ، وأنها من رزق الله تعالى ، وطبق أمر                                      الله في الطعام .وإذا دخلت البيت ، وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الله عز وجل :                                                                           [سورة النساء]                                                                                                                                                                    إذاً بيوتكم أولى بالسلام على                                      مَن فيها ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال                                      فيما معناه: إن الرجل إذا دخل بيته ولم يسلم                                      على أهله قال الشيطان وجدنا المبيت .                                      فيبيت الشيطان في المنزل ، ويعيث فيه فساداً ما شاء له أن يعيث تلك الليلة ، إذاً إن هذا أمر الله ، وهو أن تسلم إذا دخلت المنزل ، وإذا قلت : بسم الله ، وفتحت باب المنزل ، فلتقل أيضاً : الحمد لله الذي آواني ، فكم من الناس من لا مأوى له ، هل شعرت أن هذه النعمة ، نعمة المأوى كبيرة جداً ؟ .. كم ممن لا مأوى له ، في أكثر دول شرقي آسيا ينام الناس على الأرصفة، يتخذون بيوتاً قوارب في الأنهار ، في بعض الدول الفقيرة تشاهد الآلاف ينامون هم ، وزوجاتهم، وأولادهم على الرصيف ، وصار ذلك منظراً مألوفاً جداً في بلادهم ، فإذا كنت في بيت ، وفتحت باب البيت ، وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، فمعنى ذلك : الحمد لله الذي آواني ، وتذّكرت كم من الناس مَن لا مأوى له . هل رأيت نعمة الله عز وجل ؟ .. إذا فتحت الماء لتتوضأ ، وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، هل عرفت أن هذه نعمة لا تُقدر بثمن ، نعمة الماء داخل المنزل . الآن إذا دخلت إلى البيت ، بسم الله الرحمن الرحيم ، يعني : وعاشروهن بالمعروف ، " أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن اللئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً " . يعني البسملة ، إذا قدت سيارتك وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، فليبادر ذهنك إلى أين أنت ذاهب ؟ هل أنت ذاهب إلى مكان لا يرضي الله عز جل ، فيتناقض ذلك بين البسملة ، وبين هذا المكان ، فتنثني عن ذهابك عندئذٍ ، وتعود إلى صوابك . هل تشكر الله على نعمة المركب ؟ هل تسخرها لعباد الله ؟ هل تعين بها الضعيف ؟ هل تنقذ بها المريض ؟ القضية واسعة جداً ، النبي عليه الصلاة والسلام ، قال : " كل أمر لا يُبدأ به باسم الله فهو أبتر " . يعني : مقطوع الخير ، ألَّفت كتاباً ، هل تذكر في الكتاب شيئاً باطلاً ، فإذا كتبت في صدر صفحاته بسم الله ، فإنك تدقق : هل هدفك من هذا التأليف خالص لوجه الله ، أم تبتغي به السمعة والرفعة ، بسم الله تجعلك على بصيرة من الأمر . فهذه البسملة تضعك أمام شيئين ، تذكرك بنعم الله عز وجل ، وأن هذا من نعمة الله ، وتذكرك بأمر الله في هذا الموضوع ، في الطعام ، في الشراب ، في دخول المنزل ، في الخروج إلى السوق ، وكان النبي الكريم يعوذ بالله من صفقة خاسرة إذا دخل السوق ، ويمينٍ فاجرة .. يقول لك البائع : الله وكيلك بعتُك برأسمالها ، وهو يكذب" .. لقد باع دِينَه كله بكلمة واحدة ، النبي كان يعوذ بالله من يمين فاجرة ، ومن صفقة خاسرة ، فإذا جمع الإنسان مالاً من حرام فإنّ الله عز وجل يريه أن هذه الصفقة فيها ربح وفير ، فيشتريها ، ويكون إفلاسه عن طريقها ، هذا الذي جمعه من حرام أذهبه الله في صفقة خاسرة ، فإذا دخل الإنسان إلى السوق فهناك بسملة ، إذا دخل بيته فهناك بسملة ، إذا ركب مركبه فهناك بسملة ، إذا شرب الماء إذا تناول الطعام حتى إذا التقى مع أهله فهناك بسملة، لئلا تأتيك ذرية سيئة .. بسم الله ، فهذه الباء التجئ وألوذ بسم الله ، آكل بسم الله ، أتزوج بسم الله ، أدخل إلى بيتي بسم الله ، دائماً هذه البسملة تذكرك بأسماء الله الحسنى ، وتذكرك بأوامره المثلى ، بسم الله الرحمن الرحيم . وبعد فالحقيقة إن العلماء حاروا في الفرق بين الرحمن والرحيم ، قال بعضهم : الرحمن بخلقه جميعاً ، والرحيم بالمؤمنين ، وقال بعضهم : الرحمن بجلائل النعم ، والرحيم بدقائقها ، وقال بعضهم : الرحمن في الأولى ، والرحيم في الآخرة ، وقال بعضهم : الرحمن في ذاته ، والرحيم في أفعاله ، وهذا من أوجه التفسيرات . لأنك قد تلتقي بطبيب يرى مريضاً فيسرع إلى إنقاذه أمام ملأ من الناس ، فإنقاذُ هذا المريض يكسب الطبيبَ سمعةً طيبة ، فنقول : هذا الطبيب رحيم ، لكن الطبيب لا ينطوي على رحمة في قلبه ، بل فعَلَ هذا ابتغاء السمعة ، فهو رحيم ، لكنه لم ينطلق في عمله من رحمة في قلبه . فهناك فرق بين الرحمن والرحيم ، الرحمن في ذاته ، والرحيم في أفعاله ، ذاته رحيمة ، وأفعاله رحيمة ، الرحمن الرحيم ، والرحمة شيء يبعث الراحةَ في النفس ، فالمطر من رحمته ، تهطل الأمطار فتمتلئ الينابيع ، وينبت النبات ، وتثمر الأشجار ، ونأكل ، وترخص الأسعار ، فهذا من رحمته ، والأبناء من رحمته ، يبدلون سكون البيت حركة وحياة ، ويبعثون الأنس في البيت ، وإذا كبر الابن يعين والديه ، فالابن رحمة من الله ، قال تعالى:                                                                           [سورة الأنعام                                      آية 84]                                                                                                                                                                  وهبنا له ، فالرحمة كل شيء يرتاح له الإنسان ،                                      فأن تعمل هذه الأجهزة عملاً منتظماً فهو من                                      رحمة الله ، وأن تأكل طعاماً لذيذاً فهو من                                      رحمة الله ، وأن تشرب ماءً عذباً فراتاً فهو                                      من رحمة الله ، وأن تسكن إلى زوجة ، تطيعك إذا                                      أمرتها ، وتسرك إذا نظرت إليها ، وتحفظك إذا                                      غبت عنها ، فهو من رحمة الله ، وأن ترى طفلاً                                      كالملاك يتحرك في البيت ، فهو من رحمة الله ،                                      وإن كان لك عملٌ يدرُّ عليك دخلاً فهو من رحمة                                      الله ، وإذا ذهبت إلى بستان فمتعت النظر                                      بجماله فهو من رحمة الله ، وإذا هبت نسمات                                      لطيفة عَطَّلت عمل المكيفات ، وأوقفته فهو من                                      رحمة الله ، وإذا كان الدفء فهو من رحمة الله                                      ، فالرحمة الشيء الذي يرتاح له الإنسان ،                                      فالله سبحانه وتعالى خلقنا ليرحمنا ، قال                                      تعالى :                                                                          [سورة هود]                                                                                                                                                               ليرحمنا في الدنيا ، ويرحمنا في الآخرة ، أما                                      أن يقول الإنسان : سبحان الله ، خلقنا الله                                      ليعذبنا ، هذا كلام الشيطان ، ما خُلقت يا أخي                                      للعذاب بل خُلقت للرحمة ، كي يسعدك في الدنيا                                      والآخرة ، حتى في الدنيا إذا آمنت به يمتعك                                      إلى حين ويؤتي كل ذي فضل فضله ، حتى في الدنيا                                      فيها سعادة ، وفيها سرور لمن أطاع الله عز وجل                                      ، ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ،                                      خلقنا ليرحمنا هذا هو الهدف الإلهي الكبير ،                                      ولكن العذاب الذي يعذبنا الله به من صنع                                      أيدينا ، من معاصينا من ضلالنا ومن انحرافنا ،                                      من طغياننا ، مِن بُعْدِنا ، ومن تقصيرنا ،                                      حتى الهمُّ يهتم له الإنسان ، إنه انعكاس                                      لأعماله الزائغة .فبعضهم قال : هذه البسملة ينبغي أن تدور مع الإنسان في كل نواحي حياته ، وفي كل نشاطاته ، إذا قام ليتوضأ ، إذا دخل البيت ، إذا قام ليأكل ، إذا قام ليشرب ، قمت لتأكل فقلت بسم الله الرحمن الرحيم ، النبي أمرنا بالوضوء قبل الطعام ، ووضوء الطعام ليس وضوءاً كاملاً ، غسل اليدين والفم فقط ، وبركة الطعام الوضوء قبله ، والوضوء بعده ، أجمع العلماء على أن وضوء الطعام غير وضوء الصلاة ، وضوء الطعام غسل اليدين والفم ، كنت في الطريق ، غبار، صافحت أنساناً ، أمسكت بحذائك ، يعني هذه اليد أمسكت بأشياء كثيرة ، بركة الطعام الوضوء قبله ، فلو قمت إلى الطعام فقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، قف ، اذهب ، واغسل يديك وفمك ، هذا معنى بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين : الآن نبدأ بالفاتحة ، الفاتحة سماها النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة ، لقوله : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" شيء آخر سُميت الفاتحة بسورة الحمد ، لأنها مصدرة بالحمد لله رب العالمين ، وسميت فاتحة الكتاب ، لأن القرآن الكريم افتتح بها ، وسميت أم الكتاب ، وأم الشيء أصله ، ربنا عز وجل قال :                                                                           [سورة آل                                      عمران آية 7]                                                                                                                                                                 فآيات الفاتحة كلها آيات محكمات ، وقد سماها                                      النبي عليه الصلاة والسلام أم الكتاب ، وسُميت                                      أم القرآن ، فقد قال عليه الصلاة والسلام ،                                      الحمد لله أم القرآن ، والكتاب ، والسبع                                      المثاني ، وسميت الشفاء ، لأنه عليه الصلاة                                      والسلام قال : فاتحة الكتاب شفاء لكل داء ،                                      وسُميت الأساس ، أساس الكتاب القرآن ، يعني                                      أساس الكتب السماوية القرآن ، وأساس القرآن                                      الفاتحة ، وسُميت الوافية وسميت الكافية ، فقد                                      قال عليه الصلاة والسلام : " أم القرآن عوض عن                                      غيرها ، وليس غيرها عوضاً عنها " .                                      وقد قال عليه الصلاة والسلام : " إن جميع القرآن فيها " . وأذكر حديثاً لم أجد نصه اليوم " جُمع القرآن في الفاتحة وجمعت الفاتحة بإياك نعبد وإياك نستعين " . هذه الصورة الكريمة مصدرة بقوله تعالى الحمد لله رب العالمين وقال النبي عليه الصلاة والسلام : " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها " . وسأتلو عليكم حديثاً شريفاً يبعث في أنفسكم الطمأنينة " هو : الحمد على النعمة أمان من زوالها " . أية نعمة أجلّ أية نعمة تحمد الله عليها لن تزول ، ولن تضيع ، وأن تقول الحمد لله على النعمة أمان من زوالها . وهناك حديث دقيق جداً يقول عليه الصلاة والسلام ، ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها ، كيف ؟ يعني إذا أعطاك الله نعمة الصحة ، وكنت شديداً عتيداً قوياً نشيطاً كالحصان ، لابد من سنوات تمضي ، وتمضي حتى يأتي الأجل ، ويموت الإنسان فأين هذه النعمة ؟ زالت .. لكنك إذا حمدت الله عليها ، وارتقت نفسك في مدارج الحمد ، وسَمَتْ سعدت بحمدك إلى الأبد ، إذاً الحمد على النعمة أفضل من النعمة نفسها ، قال عليه الصلاة والسلام : " ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها " . لو أنك وهبت زوجةً صالحة ، فأعانتك على متاعب الحياة ، وحصنتك ، وسكنت إليها ، فلابد من ساعة تفارقها ، أو تفارقك ، إما أن تفارقها أولاً ، وإما أن تفارقك أولاً ، لكنك إذا حمدت الله على نعمة الزوجة الصالحة فإنّ هذا الحمد تسعد بثوابه إلى أبد الآبدين لذلك لقي أحدُهم شريحاً القاضي ، فقال يا شريح ، كيف حالك في بيتك ؟ قال: منذ عشرين سنة لم أجد ما ينغص حياتي ، أو يعكر صفائي ، قال وكيف ذلك ؟ قال : خطبت امرأة من أسرةً صالحة ، فلما خلوت بها ، صليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة ، فلما سلمت وجدتها تصلي بصلاتي ، وتسلم بسلامي ، وتشكر بشكري ، فلما دنوت منها قالت على رسلك يا أبا أمية : إني امرأة غريبة ، لا أعرف ما تحب ، ولا ما تكره ، فقل لي ما تحب حتى آتيه ، وما تكره حتى أجتنبه ، ويا أبا أمية لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك ، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي ، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ، فاتق الله في ، وامتثل قوله تعالى :                                                                           [سورة البقرة]                                                                                                                                                                   قال : ثم قعدتْ ، يعني هذه الزوجة الصالحة                                      تنتظر ردّ زوجها ، ذكرت هذه القصة للإفادة مما                                      فيها من عِبر ، فالقاضي شريح ، حينما دخل على                                      زوجته الصالحة صلى ركعتين صلاة الشكر ، إذاً                                      الحمد على النعمة آمان من زوالها ، أية نعمة ،                                      نعمة الصحة لن تزول ، يمتعك الله بسمعك ،                                      وبصرك ، وعقلك ، وقوتك ما أحياك ، هل تغض                                      الطرف عن محارم الله هذه العين لن تُفجع بها ،                                      هل تمسك أذنك عن سماع أي صوت لا يرضي الله ،                                      هذه الأذن لن تفجع بها ، هل ينطق لسانك بالحق                                      ، ولا ينطق بالباطل ، هذا اللسان لن تُفجع به                                      ، هذه الذاكرة ، تستخدمها لماذا؟ بالحق أم                                      بالباطل ؟ إن استخدمتها في حفظ كتاب الله ،                                      وحفظ أحكام الله ، وحفظ الأحاديث الشريفة، فإن                                      الله سبحانه وتعالى لن يفجعك بها ، وهذه اليد                                      ، وهذه القوة الخ ... فالحمد لله على النعمة                                      أمان من زوالها .وقال عليه الصلاة والسلام : " ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ " . العبد ماذا أعطي ؟ هذه الكلمة ، كلمة الحمد لله ، هذه الكلمة التي أعطاها العبد لربه أفضل عند الله مما أخذ ، لو أخذ بيتاً ثمنه خمسة ملايين ، وقال يا رب لك الحمد فكلمة الحمد لله أفضل عند الله من هذا البيت ، لأن هذا البيت مصيره إلى الخراب ، لكن هذا الحمد يسعد به الإنسان إلى الأبد . وقد قال عليه الصلاة والسلام : لو أن الدنيا بحذافيرها " .. الدنيا بحذافيرها يعني بيوتها الفخمة ، وبساتينها النضرة ، ومالها الوفير ، ونساءها الجميلات ، ومراكبها الفخمة ، " لو أن الدنيا بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال : الحمد لله ، لكانت الحمد لله أكبر من ذلك " . لو أن الدنيا بحذافيرها ، كلمة الحمد لله يعني أنك تعرف الله ، وإذا عرفته عرفت كل شيء وإذا فتّه فاتك كل شيء ، لو أن الدنيا بحذافيرها بيدك وقلت الحمد لله فكلمة الحمد لله أفضل عند الله من الدنيا وما فيها . لذلك العلماء حاروا أيهما أفضل ، الحمد لله ، أم لا إله إلا الله ؟ هناك أقوال تقول : إن الحمد لله أفضل ، وبعضهم قال : لا إله إلا الله أفضل ، لكن كلمة الحمد لله هي الحمد الأولى في كتاب الله تبارك : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم . أما الحمد ، لمَ لم يقل الله عز وجل حمداً لله رب العالمين ، بل قال سبحانه : الحمد لله قالوا : هذه الألف واللام لاستغراق الحمد كله ، يعني الحمد كله بحذافيره كله ، وجزؤه مهما كان حجمه صغيره وكبيره لله عز وجل . يعني لا يوجد جهة أخرى تستحق الحمد إلا الله ، أبداً ، أصِخْ سمعك إلى قول ربنا عز وجل :                                                                           [سورة آل                                      عمران]                                                                                                                                                                     سيدنا محمد صلى الله عليه                                      وسلم أرحم الخلق بالخلق ، لو جمعت رحمة أمهات                                      الأرض منذ آدم إلى يوم القيامة لا تعادل رحمة                                      النبي بأمته ، قال تعالى :                                                                          [سورة التوبة]                                                                                                                                                                 أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدها - يعني أمتي                                      - في الله عمر ، أما أرحم الخلق بالخلق النبي                                      عليه الصلاة والسلام ، يعني أرحم بك من نفسك ،                                      ومع ذلك قال الله عز وجل :                                                                          [سورة آل                                      عمران]                                                                                                                                                                 قال ربنا عز وجل :                                                                          [سورة الكهف]                                                                                                                                                                 ما الفرق بين رحمة المُنكَرة في آية آل عمران                                      ؟ والرحمة المُعرَّفة في آية سورة الكهف ؟ قال                                      هذه الرحمة الثانية ، هذه ليست أل التعريف ،                                      إنما للاستغراق ، يعني الرحمة كلها من الله ،                                      والنبي عليه الصلاة والسلام أوتي طرفاً منها .الآن الحمد كله لله .. ذكرت قصة قبل شهر أو أكثر أن الحَجَّاج أمر بضرب أعناق عشرة رجال ، فأذن المغرب ، وبقي رجل لم تضرب عنقه ، فقال لأحد وزرائه خذه إلى بيتك وائت به غداً ، هذا الرجل في الطريق قال له : والله لم أخرج على طاعة الأمير ، وما آذيتُ أحداً من المسلمين ، فهل تأذن لي أن أذهب لأهلي ، فأوصي قبل أن أموت ، وأرى أولادي ، واكتب وصيتي ، فضحك هذا الوزير ، قال : أو مجنون أنا ! فقال : عهداً لله إن أطلقتني لأعودَنَّ إلى بيتك قبل الفجر ، فما زال هذا الرجل يقنعه حتى سمح له ، فلما سمح له شعر بضيق لا يُحتمل ، قال نمتُ أطول ليلة في حياتي ، لأنه سيموت مكانه غداً ، مكان الرجل إن لم يرجع ، ما إن أذن الفجر حتى طُرق الباب ، وجاء هذا الرجل الذي عاهده على أن يعود ، جاء ليموت ، فلما كان الغد ذهب به إلى الحجاج ، فقال له : سأنبئك بما حصل البارحة ، فلما أنبأه قال له الحجاج ، أتحب أن أهبه لك ، قال نعم : قال : إذاً هو لك ، يعني ما دام عنده هذا الوفاء عَفَوْنا عنه ، فلما خرج قال له : يا هذا اذهب لوجهك ، فهذا الذي عُفي عنه لم يتكلم ، ولم ينظر إليه ، ولم يشكره ، ولم يقل كلمة ، إلا أنه توجه إلى السماء ، وقال : الحمد لله .. هذا الذي سعى بإطلاق سراحه وتخليصه من الموت المحتم تألم ..! لو أنه شكرني ، قال : ثم جاءه بعد ثلاثة أيام ، و قال : أحمدك على عملك ، ولكنك حين قلت لي : اذهب لوجهك كرهت أن أحمد مع الله أحداً . الإنسان أحياناً يلوح له شبح مصيبة ، كأن يصاب بورم لم يعرف أهو خبيث أم غير خبيث ؟ أجرى تحليلاً ، فإذا هو ورم طبيعي ، أول شيء عليه أن يقول : الحمد لله رب العالمين ، ولا تحمد مع الله أحداً . هناك التهاب في السحايا على وشك الوفاة مع الابن الأصغر ، فنجا من الموت بتوفيق الله وقدرته ، لا تقل : واللهِ إنّ الطبيب لا يفهم ، قال لي اجرِ تحليلاً في وقت مبكر .. قل : الحمد لله رب العالمين ، فلذلك الحمد لله رب العالمين أساس معرفة العبد بربه . هناك حديث دقيق جداً ، يقول عليه الصلاة والسلام :الحمد رأس الشكر ، وما شكر الله عبد لا يحمده " . قال بعضهم الحمد حالة نفسية ، والشكر سلوك ، فليس هناك سلوك شاكر إلا على أساس حالة حمد ، فإذا لم يكن عند الإنسان حالة حمد فسلوكه باطل ، وهو في حالة نفاق ومداهنة ، الحمد رأس الشكر ، وما شكر الله عبد لا يحمده ، فالحمد أولاً ، والشكر ثانياً ، قال تعالى :                                                                           [سورة سبأ]                                                                                                                        الشكر                                      عمل ، اعملوا آل داود شكراً ، أما الحمد فهو                                      حالة نفسية ، أحياناً يقدم لك إنسان خدمة تحس                                      أنك ممتن من أعماقك منه ، تعبر عن الامتنان                                      أحياناً بخدمة ، أحياناً بكلمة طيبة ، أحياناً                                      بقولك جزاك الله عني كل خير ، ولكن هذا الكلام                                      ، أو هذه الخدمة أساسها حالة نفسية شعرت بها                                      هذا هو الحمد .يعني أنت في الصلاة تصلي الفرض ، الفروض فقط في اليوم سبعة عشر ركعة ، ومثلها سنن ، يعني تقول : الحمد لله في الصلاة حوالي أربعين مرة ، هل أنت في مستوى هذه الآية ؟ يعني راض عن الله عز وجل ، راض عن صحتك ، عن دخلك ، عن ضيقك ، عن عملك ، راض وأنت من أصحاب الدخل المحدود ، أم ترى نفسك دائماً أنك محروم ، إذا كان دخل الرجل محدودًا مثلاً يقضي عمره كله بالنغص ، بينما يجد بائع فلافل دخله خمسة آلاف ، وهو أميّ يقول صاحب الدخل المحدود : أنا حائز على شهادة ليسانس ، ودخلي فقط ألف ومائتان بالشهر تقريباً ، فهو دائماً محروق قلبُه ، أما إذا كان مؤمناً ، وقال : الحمد لله رب العالمين ، فليس عنده حرمان أبداً ، إن نعمة الهدى أكمل نعمة ، لو جاءك مائة مليون في الشهر ، وأنت على ضلال فالنهاية إلى جهنم ، أما المؤمن فكلمة الحمد لله رب العالمين تدل على أنه راضٍ عن الله عز وجل ، يا رب هل أنت راضٍ عني ؟ قال يا عبدي هل أنت راض عني حتى أرضى عنك . هل أنت راض عن الله عز وجل ؟ هل تقول الحمد لله من أعماقك ، من أعماق أعماقك ؟ أراضٍ ، وليس عندك إلا بنات فقط ، وليس عندك ولا ذكر واحد ، فهل أنت راضٍ ؟ هل رأيت حكمة الله عز وجل أنه يحبك على هذا ، ليس عندك أولاد إطلاقاً ، بل عقيم راض عن الله عز وجل ، عندك زوجة سيئة الخلق ، فهل أنت راض بها ؟ هل ترى أن الله شاءت حكمته أن تكون كذلك ؟ لك عمل محدود دخله ، أنت في مرض عضال مزمن بشكل مستمر تعاني من بعض الأمراض هل تقول الحمد لله رب العالمين ؟ هذه البطولة . ليس من يقطع طرقاً بطلاً إنما من يتق الله البطل الحمد لله في السراء والضراء ، في الغنى والفقر ، وفي القوة والضعف ، في إقبال الدنيا وإدبارها ، في الرفعة والضعة ، في العز والذل ، الحمد لله على كل حال ، الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ، المكروه نعمة ، لكنه نعمة باطنة . الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحمده ، وأمرنا ألا نحمد أحداً معه كيف ؟ قال تعالى :                                                                                                                [سورة النجم] هينئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله ، كان النبي عليه الصلاة والسلام عند صحابي متوفى ، كشف عن وجهه فقبله ، سمع امرأة تقول : هنيئاً لك أبا السائب ، لقد أكرمك الله ، فغضب عليه الصلاة والسلام ، قال : وما أدراك أن الله أكرمه ، نحن بشر هل تعلمين الغيب ، قولي : أرجو الله أن يكرمه . لذلك الحمد لله وحده ، أما البشر فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ، كانوا قديماً إذا كلفوا إنساناً ليزكي إنساناً آخر لزواج أو لشهادة ، يكتب : أعلم منه الصلاح والتقى ، والله أعلم ، معنى والله أعلم قد يكون غير ذلك ، قد يكون منافقاً ، والله أعلم ، فالإنسان ليس مكلفاً ليقيّم الآخرين ، وليس أهلاً لذلك ، ولا يملك الأداة الصحيحة . وقال عليه الصلاة والسلام : " احثوا في وجه المداحين التراب " . " حتى إن الله سبحانه وتعالى ليغضب إذا مدح الفاسق " . مثلاً رجل يشرب الخمر ، تقول عنه : أكابر ، أخلاقه عالية ، لبق جداً ، ما معنى قولك لبق جداً ؟ أيُّ لباقة هذه على شرب الخمر ، وعلى ترك الصلاة ؟ فهذا الذي يقوله الناس عن بعض الناس رغم شربهم للخمر ، ورغم تركهم للصلاة ، ورغم أكلهم للربا ، إنّ أخلاقه عالية لبق ، ذب هذا كلام باطل : " إن الله ليغضب إذا مُدح الفاسق " . العلماء قالوا : هناك حمد لذات الله ، وهناك حمد له لنعمة سبقت منه ، وهناك حمد له لنعمة ترجوها منه ، وهناك حمد له خوفاً منه ، إذاً الحمد أنواع ، وقد جُمع كل هذا في الفاتحة . الحمد لله لذاته ، فالإنسان أحياناً تحمده من دون أن يصيبك من خيره شيء ، وقف موقفاً أخلاقياً أمامك من شخص آخر ، هذا الموقف الأخلاقي تحمده عليه ، مع أنك لست معنياً بهذا الموقف ، وقد ينعم عليه فتحمده ، الحمد لله لذاته ، رب العالمين لنعمه ، الرحمن الرحيم لما نطمع من رحمته ، مالك يوم الدين خوفاً منه . وبعضهم قال : ربنا عز وجل بدأ قرآنه الكريم بالحمد لله رب العالمين ، وآخر كلمة يقولها الناس وهم يدخلون الجنة :                                                                           [سورة يونس]                                                                                                                                                                 أَمَرنا أن ننشئ الحمد كما هو الحال في                                      الفاتحة ، وفي نهاية الحياة كان الحمد واقعاً                                      كما في آية سورة يونس السابقة ، أحياناً يقول                                      لك أحد الناس : اشكرني ، ويعاملك معاملة سوء ،                                      أي شكر هذا ؟ أساء لك المعاملة ، ويطلب منك أن                                      تحمده ، لكن ربنا عز وجل أمرك أن تحمده وبعد                                      أن اتصلت به ، وسعدت بقربه تحمده ، تحمده على                                      نعمه التي وقعت .إذاً الحمد في بادئ الأمر إنشاء ، وفي نهاية الأمر واقع ثابت . شيء آخر ، الحمد لله على أنه أوجدنا ، والحمد لله على أنه بث فينا الروح ، والحمد لله على أنه أمدنا بالطعام ، والشراب ، وكل ما نحتاج ، والحمد لله على أنه قومنا ، الأمراض ، والهموم ، والمتاعب ، والأحزان ، هذه كلها ألفاظ خفية من أجل التقويم ، هناك نعمة الإيجاد ، الخلق ، ونعمة الإمداد ، الرزق ، ونعمة الحياة الروحية ، الهدى ، ونعمة التقويم . نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى ، ونعمة التقويم ، أربع نعم كبرى . وهناك شيء آخر ، الحمد لله على ما أعطى ، أن تعرف أن هذه النعمة من الله عز وجل ، أن تعرف من أعطاك ، وأن ترضى بما أعطاك ، وألا تعصي الله فيما أعطاك ، هذا من معاني الحمد . آخر شيء في الحمد ، مع أن هذه الآية تنقضي الأيام ، ولا ينقضي شرحها ، ولكنّ أخذَ القليل خيرٌ من تركِ الكثير :                                                                           [سورة الأنعام                                      ـ سورة الكهف]                                                                                                                                                                   إنّ نعمة الهدى كما في آية الكهف تعادل نعمة                                      الخلق كما في آية الأنعام ، والحمد لله الذي                                      له ما في السماوات والأرض ، ولم يكن لغيره ،                                      إن الإنسان لئيم ، فلو كان الأمر والخلق لغيره                                      لمُنع الناس القطر ، ولكن الله سبحانه وتعالى                                      يعلمنا أن نحمده الحمد لله الذي له ما في                                      السماوات والأرض .والحمد لله رب العالمين ، قالوا : جمعت هذه الآية نعمة الهدى ، ونعمة الإمداد ، وأكبر نعمة هي أن الله سبحانه وتعالى علمنا كيف نحمده : كيف شكرك ابن آدم قال : علم أنه مني فكان ذلك شكره " . نحمد الله بطريقة علمنا إياها الله سبحانه وتعالى ، شعر بعجزنا عن حمده فعلمنا كيف نحمده . كلمة الحمد لله يقولها الناس في اليوم آلاف المرات ، كيف حالك ، ويكون ملحداً ، يقول : الحمد لله ، وهي من فلتات اللسان عنده ، لكن إذا وقفت على معانيها تماماً تذوب محبة لله على كل شيء ، فإذا كان فهمك عميقاً جداً تحمده على المصيبة .. " إذا أحب الله عبده ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، فإن شكر اقتناه " . تعاني من مصيبة مزعجة ، ولعلمك برحمة الله ، وحكمته ، ولطفه ، وحرصه على هدايتك وحرصه على إسعادك ، ففي أثناء المصيبة تقول : الحمد لله رب العالمين على هذه المصيبة ، إنها عناية من الله ، وأحياناً يقسو المعلم على تلميذه كي يكون الأول في الصف ، فإذا صار الأول يحمده على قسوته لا على جوائزه ، نعم بحمده على قسوته ، كذلك إذا عرفت الله حق المعرفة تحمده على المصائب ، قال سيدنا علي كرم الله وجهه : " الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين " . أعلى درجة في اليقين برحمة الله أن ترضى بمكروه القضاء ، القضاء الذي لا تحبه، الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين ، والحمد لله تعني معرفة الله ، علامة أنك تعرفه ، وأنك تحمده ، تعرفه فتحمده ، أما إذا كنت لا تعرفه فلا تحمده . والحمد لله رب العالمين  					تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج  | 
||||||||||||||
| 
 
 التعديل الأخير تم بواسطة عفراء ; 04-03-2010 الساعة 18:31  | 
|||||||||||||||
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 | 
| 
			
			 | 
		رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||||||
| 
			
			   ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() 
  | 
	
	
	
		
		
			
			 
بارك الله فيكِ عفراء
	  | 
||||||||||||||||
| 
 
 | 
|||||||||||||||||
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 | 
| 
			
			 | 
		رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||||||||||||||
| 
			
			 مراقب عام 
						![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() 
  | 
	
	
	
		
		
			
			 بارك الله فيك حبيبتي الرائعة  
	عفراء جزاك الله خير الجزاء على المجهودات الرائعة و المتميزة أبدعت و تألقت كعادتك مشكورة برشااا يعطيك الصحة و العافية وجعل الله كل ما قدمت في موازين حسناتك  | 
||||||||||||||||
| 
 
 | 
|||||||||||||||||
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 | 
![]()  | 
	
	
| الكلمات الدلالية (Tags) | 
| لله, الاستعاذة, العالمين, الفاتحة, القرآن, الكريم, تفسير, صورة, والبسملة, والحمد | 
| الموضوع الحالى: تفسير القرآن الكريم : سورة الفاتحة : تفسير الاستعاذة ، والبسملة ، والحمد لله رب العالمين . -||- القسم الخاص بالموضوع: المنتدى الاسلامى العام -||- المصدر: شبكة ومنتديات صدى الحجاج -||- شبكة صدى الحجاج | 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
		
  | 
	
		
  | 
			 
			المواضيع المتشابهه
		 | 
	||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة | 
| موسوعه تضم الف سؤال في الثقافه الإسلاميه وإجاباتهم....؟؟؟ | همسات حائرة | المنتدى الاسلامى العام | 16 | 10-11-2009 07:44 | 
| القرآن الكريم ( أرقام وإحصائيات ومعلومات متفرقة ) | عدي القراقرة | الموسوعات الاسلاميه | 11 | 15-08-2009 11:42 | 
| هـــــــل تعــــلم - مجموعه معلومات عن القرآن الكريم | sasss | المنتدى الاسلامى العام | 10 | 24-11-2008 13:35 | 
|  
 |  
عدد الزوار والضيوف المتواجدبن الان على الشبكة من الدول العربيه والاسلاميه والعالميه
انت الزائر رقم