فذاك جندب بن عبد الله ، ويقال : جندب بن كعب ، أبو عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم . 
 
روى عن النبي ، وعن علي ، وسلمان الفارسي . 
 
حدث عنه : أبو عثمان النهدي ، والحسن البصري ، وتميم بن الحارث ، وحارثة بن وهب . 
 
قدم دمشق ، ويقال له : جندب الخير ، وهو الذي قتل المشعوذ . 
 
روى خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي : أن ساحرا كان يلعب [ ص: 176 ] عند  الوليد بن عقبة الأمير ، فكان يأخذ سيفه ، فيذبح نفسه ولا يضره ، فقام  جندب إلى السيف ، فأخذه ، فضرب عنقه ، ثم قرأ : أفتأتون السحر وأنتم تبصرون  . 
 
إسماعيل بن مسلم : عن الحسن ، عن جندب الخير ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حد الساحر ضربه بالسيف . 
 
ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، أن الوليد كان بالعراق ، فلعب بين يديه ساحر ،  فكان يضرب رأس الرجل ، ثم يصيح به ، فيقوم خارجا ، فيرتد إليه رأسه ، فقال  الناس : سبحان الله سبحان الله ، ورآه رجل من صالحي المهاجرين ، فلما كان  من الغد اشتمل على سيفه ، فذهب ليلعب ، فاخترط الرجل سيفه ، فضرب عنقه ،  وقال : إن كان صادقا ، فليحي نفسه . فسجنه الوليد ، فهربه السجان لصلاحه . 
 
وعن أبي مخنف لوط ، عن خاله ، عن رجل ، قال : جاء ساحر من بابل ، فأخذ يري  الناس الأعاجيب ، يريهم حبلا في المسجد وعليه فيل [ ص: 177 ] يمشي ، ويري  حمارا يشتد حتى يجيء فيدخل في فمه ويخرج من دبره ، ويضرب عنق رجل ، فيقع  رأسه ، ثم يقول له : قم ، فيعود حيا . فرأى جندب بن كعب ذلك ، فأخذ سيفا ،  وأتى والناس مجتمعون على الساحر ، فدنا منه ، فضربه ، فأذرى رأسه ، وقال :  أحي نفسك ، فأراد الوليد بن عقبة قتله ، فلم يستطع ، وحبسه . 
 
وجندب بن عبد الله بن زهير وقيل : جندب بن زهير بن الحارث الغامدي الأزدي  الكوفي . قيل : له صحبة وما روى شيئا . شهد صفين مع علي أميرا ، كان على  الرجالة ، فقتل يومئذ . 
 
وقال أبو عبيد : جندب الخير : هو جندب بن عبد الله بن ضبة ، وجندب بن كعب :  هو قاتل الساحر ، وجندب بن عفيف ، وجندب بن زهير قتل بصفين ، وكان على  الرجالة ، فالأربعة من الأزد . 
 
وجندب بن جندب بن عمرو بن حممة الدوسي الأزدي ، قتل يوم صفين مع معاوية نقله ابن عساكر ، وأن جده من المهاجرين .