ها أنا أرحل عنكِ..
بعد أن حفظت تفاصيلكِ كخطوط يدي..

بعد أن عرفت وجهكِ غائما وحزينا..
غاضبا وعاصفا.. هادئا مستكينا..

ها أنا أرحل عنكِ..
بعد ان زرعتكِ فيّ..
وسكبتُ في عينيكِ حكاياتي..
وغرست عمري في مواسمكِ..
ومنحتكِ أجمل بداياتي..

ها أنا ارحل عنكِ..
وكم قلتُ لهم سأبقى..
وسيبقى حبكِ يحتويني..
لن أقبل منكِ عتقا..
وان هممتُ.. ستمنعيني..

ها أنا أرحل عنكِ..
ها انا أغادركِ ولست أدري كيف وَضبتُ عمري فيك لتسعه حقيبة.. وكيف لم أحمل منك سوى ميرمية وزعتر.. وأنا المفتونة دوما بالياسمين والدحنون وشجر الصنوبر..
وأنا المتعلقة بالغيم والمطر.. بالبرد وصوت العصافير وانتصاب قامات الشجر..

ها أنا أرحل عنكِ..
وقد كنت بيتي.. وملعبي.. وكنت جدران خربشاتي.. ودفاتري وكتبي..

ها أنا أرحل عنكِ..
وفيك لو تدرين أكثر من أحببت.. وفيك لو تنبضين أقرب الناس إلى قلبي.. فيك وجوه الاصدقاء .. ضحكاتهم.. همساتهم.. وبين جنباتكِ ذكريات كل ما كان.. وأحلام ما يأتي..

ها أنا أرحل عنكِ..
وأنت فيّ.. وهم بروحي.. هم إليّ.. هم بعض عمري.. هم أحلامي.. هم أنا حين رأيتني فيهم.. حين كبرت معهم وتشكلت من خلالهم.. وعرفتني أكثر حين عرفتهم فيّ..

ها أنا أرحل عنكِ..
وقبل أن تُــلـَوِحي بمنديل وداعي..
دعيني أعترف..
بذنب سواه لم أقترف..
عمّان إني أحبك..
من كان يظن سنفترق..!!!