|  08-08-2009, 10:38 | رقم المشاركة : ( 1 ) | 
	| مؤسس الشبكة 
 
 
			
	
			| لوني المفضل : 
		
		darkslateblue |  
			| رقم العضوية : 
		1 |  
			| تاريخ التسجيل : 
		1 - 8 - 2007 |  
			| فترة الأقامة : 
		6665 يوم |  
			| أخر زيارة : 
		يوم أمس |  
			| المشاركات : 
		11,989 [
		
		+ ] |  
			| عدد النقاط : 
		10437 |  
			| الدوله ~ |  
			| الجنس ~ |  
			| S M S ~ 
								
								 |  
			| M M S ~ |  
			|  |  | 
				 هل يصوم القلب ؟ 
 
 
 
بسـم الله الرحمـــن الرحـــيم 
 وهل يصوم القلب ؟
 
 الحمد لله , الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :
 
 سألتة : ما الصيام عندك ؟
 
 قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة .
 
 قلت : هذا أهون الصيام عند السلف .
 
 قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .
 
 قلت : ونسيت القلب ؟
 
 قال : وهل يصوم القلب ؟
 
 قلت : يصوم أعظم صيام .
 
 قال : اشرح لي ذلك .
 
 قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفه عما سوى  	الله بالكلية .
 
 قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟
 
 قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا  	دنيا تراد للآخرة .
 
 قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟
 
 قلت : قولة تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ـ إلا من أتى الله بقلب سليم )  	( الشعراء : 88 , 89 ) فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت  	القلوب سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي.
 
 وقال النبي صلى الله علية وسلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر  	الجسد , وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب " ( متفق علية ) .
 
 فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها  	وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .
 
 قال أبو تراب النخشبي : ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .
 
 وقال أحمد بن خضروية : القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة  	أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح  	.
 
 " صــــفة القلــــب الصائــم "
 
 والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً  	للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .
 
 قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في  	الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .
 
 والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .
 
 قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث  	الغفلة في القلب .
 
 والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً  	ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .
 
 وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة ،، والصمت وترك  	استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " .
 
 والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في  	الأرض .
 
 قال النبي صلى الله علية وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من  	كبر " ( رواة مسلم ) .
 
 والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا  	يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته .
 
 قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من  	القلب .
 
 وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في  	الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر  	عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم .
 
 فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟
 
 و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟
 
 ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟
 
 " عـــــــلاج القلــــــوب "
 
 و إذا مرض القلب توجب علاجه ومداوته حتى يعود إلى حال الصحة والقوة وعلاج  	القلوب يكون بأمور منها :
 
 1 ـ ترك الذنوب :
 
 ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " إن المؤمن إذا أذنب , كانت  	نكتة سوداء في قلبة , فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبه , و إن زاد زادت حتى تعلو  	قلبه , فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة ( كلا بل ران على قلوبهم ما  	كانوا يكسبون " ( المطففين ) ( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) .
 
 وقال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد  	لذة الطعام عند سقمه لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب .
 
 رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها .
 
 وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها .
 
 2 ـ رحمة الخلق :
 
 فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال لة " امسح رأس  	اليتيم و أطعم المساكين " ( رواة أحمد وحسنة الألباني )
 
 وفي رواية قال : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم , وامسح رأسه و  	أطعمه من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك " ( رواة الطبراني )
 
 3 ـ ذكر الله :
 
 قال تعالى : ( الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم ) ( الحج : 35 ) .
 
 وقال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي ! قال : أدْنِه من  	الذكر .
 
 4 ـ الدعاء :  	فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على  	طاعتك " ( رواة مسلم )
 
 وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ( رواة الترمذي ) .
 
 5 ـ علاجات متفرقة :
 
 سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ما دواء قسوة القلب ؟ فأمرته بعيادة  	المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت .
 
 وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال : أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل  	القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام .
 
 وسئل ابن المبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة .
 
 وقال عبد الله بن خبيق : خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا  	يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .
 
 وقال ابراهيم الخواص : دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء  	البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ،،،، .
 
 
 " أعيـــــاد الصائــــمين "
 
 قال ابن رجب : " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ  	البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد  	فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته . كما قيل :
 
 أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب .
 
 والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .،،،،،، .
 
 
 
 
 | 
| 
 
 | 
	|  |   |