|  30-07-2009, 16:18 | رقم المشاركة : ( 1 ) | 
	| 
 
 
			
	
			| لوني المفضل : 
		
		#360000 |  
			| رقم العضوية : 
		154 |  
			| تاريخ التسجيل : 
		10 - 3 - 2008 |  
			| فترة الأقامة : 
		6443 يوم |  
			| أخر زيارة : 
		28-01-2023 |  
			| العمر : 
		37 |  
			| المشاركات : 
		2,941 [
		
		+ ] |  
			| عدد النقاط : 
		10 |  
			|  |  | 
				 سيناريو جاهز 
 
 
 
سيناريو جاهز 
محمود درويش
لنفترضِ الآن أَنَّا سقطنا،
أَنا والعَدُوُّ،
سقطنا من الجوِّ
في حُفْرة ٍ…
فماذا سيحدثُ؟ /
سيناريو جاهزٌ :
في البداية ننتظرُ الحظَّ …
قد يعثُرُ المنقذونَ علينا هنا
ويمدّونَ حَبْلَ النجاة لنا
فيقول: أَنا أَوَّلاً
وأَقول: أَنا أَوَّلاً
وَيشْتُمني ثم أَشتمُهُ
دون جدوى،
فلم يصل الحَبْلُ بعد…/
يقول السيناريو :
سأهمس في السرّ:
تلك تُسَمَّى أَنانيَّةَ المتفائل ِ
دون التساؤل عمَّا يقول عَدُوِّي
أَنا وَهُوَ،
شريكان في شَرَكٍ واحد ٍ
وشريكان في لعبة الاحتمالات ِ
ننتظر الحبلَ… حَبْلَ النجاة
لنمضي على حِدَةٍ
وعلى حافة الحفرة ِ - الهاويةْ
إلى ما تبقَّى لنا من حياةٍ
وحرب ٍ…
إذا ما استطعنا النجاة!
أَنا وَهُوَ،
خائفان معاً
ولا نتبادل أَيَّ حديث ٍ
عن الخوف… أَو غيرِهِ
فنحن عَدُوَّانِ…/
ماذا سيحدث لو أَنَّ أَفعى
أطلَّتْ علينا هنا
من مشاهد هذا السيناريو
وفَحَّتْ لتبتلع الخائِفَيْنِ معاً
أَنا وَهُوَ؟
يقول السيناريو:
أَنا وَهُوَ
سنكون شريكين في قتل أَفعى
لننجو معاً
أَو على حِدَةٍ …
ولكننا لن نقول عبارة شُكـْرٍ وتهنئة ٍ
على ما فعلنا معاً
لأنَّ الغريزةَ، لا نحن،
كانت تدافع عن نفسها وَحْدَها
والغريزةُ ليست لها أَيديولوجيا …
ولم نتحاورْ،
تذكَّرْتُ فِقْهَ الحوارات
في العَبَث ِالمـُشْتَرَكْ
عندما قال لي سابقاً:
كُلُّ ما صار لي هو لي
وما هو لكْ
هو لي
ولكْ!
ومع الوقتِ، والوقتُ رَمْلٌ ورغوةُ صابونة ٍ
كسر الصمتَ ما بيننا والمللْ
قال لي: ما العملْ؟
قلت: لا شيء… نستنزف الاحتمالات
قال: من أَين يأتي الأملْ؟
قلت: يأتي من الجوّ
قال: أَلم تَنْسَ أَني دَفَنْتُكَ في حفرةٍ
مثل هذي؟
فقلت له: كِدْتُ أَنسى لأنَّ غداً خُـلَّبـاً
شدَّني من يدي… ومضى متعباً
قال لي: هل تُفَاوضني الآن؟
قلت: على أَيّ شيء تفاوضني الآن
في هذه الحفرةِ القبرِ؟
قال: على حصَّتي وعلى حصّتك
من سُدَانا ومن قبرنا المشتركْ
قلت: ما الفائدةْ؟
هرب الوقتُ منّا
وشذَّ المصيرُ عن القاعدةْ
ههنا قاتلٌ وقتيل ينامان في حفرة واحدةْ
.. وعلى شاعر آخر أن يتابع هذا السيناريو
إلى آخرهْ!
	 | 
| 
 
 | 
	|  |   |