عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ{ السحر}..!!
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما {القمر}
{عيناكِ} حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في {نهر}
يرجُّهُ {المجذافُ} وَهْناً ساعةَ السحر...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما {النجوم }
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
[IMG]

[/IMG]
وتغرقان في {ضبابٍ }من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ {المساء}
دفءُ {الشتاءِ} فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ{ والضياء}
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ {البكاء}
ونشوةٌ وحشيةٌ{ تعانق }السماء
كنشوةِ {الطفلِ} إذا خاف من القمر..!!
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
كأنَّ{
أقواسَ }السحابِ تشربُ الغيوم..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في {
المطر}...
وكركرَ {
الأطفالُ} في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على {
الشجر}
أنشودةُ {
المطر}
مطر
!
مطر
!
مطر
!
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ{ طفلاً} باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ{ أمّه} - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ {الرفاقُ }أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ {اللحود}،
تسفُّ من {ترابها} وتشربُ المطر
كأنّ{ صياداً }حزيناً يجمعُ الشباك
{ويلعنُ} المياهَ والقدر
وينثرُ الغناء حيث يأفلُ{ القمر}
مطر، مطر، المطر
[IMG]

[/IMG
!
!
!
أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟
وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟
وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع كالحبّ
كالأطفالِ{ كالموتى} –
هو المطر
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
ومقلتاك بي تطيفان مع{
المطر}
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ {
العراقِ}
بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ {
بالشروق}
فيسحبُ {
الليلُ }عليها من دمٍ دثار ..
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ{
المطر}
وأسمعُ {
القرى} تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ و{
الرعود}، منشدينْ
مطر.. مطر .. مطر
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
وكم ذرفنا ليلةَ{
الرحيل} من دموع
ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - {
بالمطر}
مطر
مطر
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
ومنذ أن كنّا صغاراً، كانت السماء
تغيمُ في {
الشتاء}
ويهطلُ المطر

!
!
!
في كل قطرةٍ من {
المطر}
حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ {
الزهر}
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكل قطرةٍ تُراق من دمِ{
العبيد}
[IMG]

[/IMG]
!
!
!
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ {جديد}
أو حلمةٌ تورّدت على فمِ {الوليد}
في {عالمِ}الغدِ الفتي، واهبِ الحياة ..