وإن كان...
اللقاء بك مستحيلا... ف انا لم اعد انتظر .
لكن الخيال بك مباح...
أحادثك في صمتي، أشكو لك منك إليك...
وأحن إليك كما لو أنك تنتظرني خلف الأفق...
كأن المسافات وهم...
وكأن الحنين طريق لا ينتهي إليك..!
أكتب إليك الآن لأخبرك أن السماء جميلة الليلة،
أول ما يخطر ببالي حين أنظر إلى السماء هو: ماذا لو أنك هنا؟
أضع فنجان قهوة وصحيفة قديمة وبضع سجائر وانتظر ان تاتي وأُحدثك عن ضوء الشمس الباهت الذي بدأ في المغيب ، في كل صباحٍ لا أستيقظ فيه على وجهك.
تكون السماء بعيدة، ولكنني أشعر بقربها حين تكونين انت معي. ولكنة بداية ليل .
هنا ، على ذات المقعد الخشبي ، وذات الزاوية . مع فنجان قهوة . وبعض برد المساء .. اجلس .
يمر العابرون . كلاً في همه . كل في تعب يوم مضى .
انا الان على دوار سكينة ... في جبل الحسين . اراقب العابرون . من يأتي ومن يغيب. هذه امرأة تتكيء على عصا . لا تكاد تمشي . عربات واصوات ..
وهذا فتى يعبث بهاتفة . وذاك شيخ يعبر الطريق.
وتلك الاتية من بعيد غيداء . جميلة تطرق الارض بخطواتها . واثقة . مبتسمة . نسمة هواء تداعب شعرها .. تلقي بعضة على خديها .. تمضي.. تمر من امامي .. تترك بعض عطرها وتغيب..
وهناك على زاوية مقابلة .. بائع الرمان .. شيء من ذكريات البساتين .. ويأتي صوت ام كلثوم .. من بعيد ..
كلموني تاني عنك
فكروني ... فكروني
صحوا نار الشوق
في قلبي و في عيوني.....
اشعل السيجارة الاولى ... وانتظر .