رد: حبطرش ؟؟.
في مكان ما من هذه المنتدى مواضيع عن النكد والغضب والقهر كيف لا ....
واليوم في زاوية منسية من جريدة الرأي خبرا يقول ::
(( وفاة معلم في وزارة التربية والتعليم بجلطة قلبة لعدم تمكنة من دفع القسط الجامعي لابنتة التي تدرس في جامعة رسمية بالشمال ... وكان المعلم الشهيد قد عجز ايضا عن دفع القسط الجامعي السابق وقام بتأجيلة )) ... الى الفصل الحالي الذي اصبح هو ايضا في علم الغيب
كيف لا .؟؟..... معلم تربوي افنى عمره في تعليم وتدريس طلبتنا وتخريج المدراء والوزراء والجنود يعجز عن تعليم ابنته ... اتدرون بماذا يسمى هذا في قوانين الامم ... يسمى نكران الجميل ..يسمى السحت يسمى الطبخ بقدور ابليس .... المعلم الشهيد هنا .. هو كما الجندي الذي يدافع عن الوطن من اقصاه الى اقصاه ونحن نسرق بيتة ونحن نغتصب ارضه ... يموت الجندى من اجلنا ونحن هلافيت الجشع نسرق حتى الدجاج من القن ....نسرق حتى ضحكة الاطفال ...
هذا المعلم الذي سكب دمعات العين وقطرات الدم يجهز قوافل الاجيال ويدفعها مسلحة بالعلم والمعرفة لتنتشر في زوايا الوطن بناءا ونماءا واقتدار ...
لم يتمكن المسكين من دفع قسط واحد لابنتة المفجوعة بابيها .... كيف يكون موقفكم لو كنتم انتم ابنته ... كيف تضمن لي ان لا تكفر ابنته بكل قيمنا ومبادئنا ... كيف نطالب هذة الصبية بالولاء والانتماء للوطن ....
لماذا عجزنا ان نوفر له ولامثالة دراهم بسيطة ليعلم ابنته ..الم يعلمنا والعشرات منا ... هل كان القسط الجامعي اغلى من سقوط معلم .. هل يساوي القسط الجامعي تكاليف حفلة عيد ميلاد كلب لفتاة دللها ابيها بما اغترف من اموال النهب المشروع بين ظهرانينا ...
هل تكاليف صك صلح عشائري تتجاوز كلفة قسطا جامعي هل كلفة حادث تصادم سيارتين لا يدرس طالبا عامين كاملين ... اين الناس للناس اين التراحم ... ماذا فعل وزير التربية والتعليم له ... ماذا فعل له اهلة وجيرانه .... ماذا .. وماذا ... ان كلفة محروقات سيارة مسؤلا من الدرجة 17 هي اكثر من قيمة قسط الصبية المفجوعة بأبيها .... ان سقوط معلم جوعا وفقرا وقهرا والما تنبينا باننا قد بدأنا بعجاف الحياة فلا سنين عاصرات ولا سنة تزرعون وسنة تحصدون .... فحصادنا اصبح طوفان من الزبد .....
الى اين نسير وقد نزعنا كل مروءة ورمينا كل اخلاقنا ... الى اين نمضي وقد انسلخ لحم وجوهنا من النذالة واللهاث وراء الغانيات في كل مراقص الدنيا .... ومواخيرها ....... كيف هانت علينا كرامتنا كيف سقطنا بمستنقع العهر تحت شموس الصيف كيف تعرينا من كل ما ورثناه كابرا عن كابر ....
يا معلمي الشهيد ... وانا لا اعرف حتى اسمك ... يا معلمي الشهيد .. انحني خجلا وانا اقبل اطراف النعش العائدا الى حيث عدل السماء ...و المحمول من زملائك المدرسين زملائك المقهورين لما بك... ولحالهم المخجل .. نحنى خجلا لعجزنا وسفالتنا وانحطاطنا الى درك الشياطين ..فنحن عاجزون ونحن وان ملكنا ما كان قد يقيك ..... نحن سفلة وقطاع الطرق الذين يجوبون الصحارى من اجل قنص بقايا مروءة كانت لنا ........... الى جنان الخلد يا معلمي شهيدا كما الشهداء .....نقيا كما اديم السما ...... وانت يا اختاه ليس لك والله ... الا الله ..... ونحن ... لا تأسفي علينا .. فمن ذا الذي يأسف على كلاب جهنم ... نحن كلاب جهنم ...
|