حين تعزف الاسماك لحن الرجوع الاخير ..

الحياة بحر عميق .. شجرة خضراء يابسة ,صخرة مستوحشة تنفجر بالماء .. والرذيلة.
ونحن اسماك صغيرة ملونة .. اوحبات رمال تائهة في صحراء قاحلة ..او رذيلة فاضلة ..
اشعر بالفرح احياناً .. واشعر بالحسرة ..بالفضيلة والرذيلة .. كل شي يمتزح بشيء,,,
اغافل نفسي وتعبي .. واخوض معارك طاحنة في داخلي ,, اغبط الحياة وتغبطني ,, واسترد حفنة هواء وابتسم لذاتي .. واغوص في فلسفة عقيمة .." ماذا كان قبل الكون .. قبل الخلق ..بالتأكيد عدم ..ولكن العدم شيء ... فراغ .. مجهول هول ساحق ,,ولكنه شيء ,,,, هذة هي الصوفية ام هي الغوص عميقا في سرمدية الحياة ؟؟

نعم ..التفكير رذيلة .. والتنفس رذيلة ..والاختناق بالهواء فضيلة .. شيء نبحث عنه.
فبعد الغوص في بئر نفسي .. ما زلت قادراً على انتشالها في كل مرة ...
لتخرج الى بحرها الواسع وسمائها النقية .. لتعود وتحلق في معالم المحسوس .. الصبا الجميل ,,, الذكرى الماضية ,, ولكن الذكرى ايضاً عدم ,,لا محسوس ..مجرد فيض خاطر ..
خيالات ..وتستفرد بحواس الحياة ,,و الحواس الخمس او الست او العشرون ..
رذيلة التفكير تستشري كثيرأ..
ماذا عن الغد .. لما لا تشرب الحياة من كأسها فقط .. ارتع في لذتها ..مارسها بجنونها ,,هكذا كُنت ,, هكذا يجب ان تكون .. ولكن الغد ايضاً شذرة من الا محسوس ..مجرد احلام بما يكون .. لا محسوس ..ولا حواس خمس ,فقط " ان تكون او لا تكون ".
الم تكن الحياة عندي ملهاة سوداء ..ومهزلة باكية .. ومسخرية دائمة .. ساخرة بوجه كالحديد .رذيلة بكل قاراتها ..
لما لا نكتب بكل سخرية وكفى .... ؟؟
ترى ما هو الاجمل .. " هاملت " وكوميديا الاخطاء .. تراجيديا يوليوس قيصر ,, عُطيل . ومكبث .والملك لير ........
ام طيب الذكر ..سيء الحظ " محمود الـفـُــقـُــع"..؟؟؟لا شك ان " محمود الـفُــــقُـــع"..حين يصرخ من على ارصفة "نيويورك"
" فـُــقـُــع يركبك "
يشعرك بطعم الرذيلة الجميل ء اكثر امن عبارة " شكسبير " الفاضلة " أكون أو لا أكون ". ولتذهب "اوفيليا " العاشقة لى الجحيم ..وليذهب افلاطون لى لعدم هو ومدينة الفاضلة ..
اتحسر على كل الاشياء الجميلة المضحكة , الباكية .. والحائرة بين الثنايا ايضاً.
حتى المأساة الى تمر لها ذكرى لا تنتهي ... حتى الحسرة على الغائبون .العابرون الحياة امامنا لها وقع جميل رغم قساوتها ,, وكلها عدم ,, ولكنها شيء يتحسسة الانف في الهواء .. والاسماك الصغيرة الملونة ,,حتماً ستموت ...!!
العابرون الجميلون الذين مروا في حياتنا ولم نعرف كيف نُبقي بعض الدفء منهم في حواسنا المعطلة ,, ولم نعرف كيف نحفر ملامح الوجوه العذبة في محاجر عيوننا ,,كانوا احساس .. واصبحوا عدم ,,مجرد .قصة خيالية ..حدثت في هذا الكون ..
اعاتب الذين رحلوا لانهم رحلوا ,,ولا اعرف كيف امسك بدفء الباقون .
لماذا لا اتحسس نفسي ايضاً ,, استشعر دفئها ,, التمس شيئاً منها ,,هي ايضا ستغادر .. هي ايضاً سمكة صغيرة !!
ترى هل تبقى الحواس الخمس ,,الست ,, الثمانون ,, بعد رحيلنا ؟؟؟؟
كلنا سيغادر ,, وكلنا يعوم في بحر بلا نهاية ..تائهون نبحث عن لا شيء ..عن كل شيء ,,
نحن الاسماك الصغيرة الملونة في بحر الحياة ..يدفعنا الفضول الى المجهول ...
وحين يتدلى خيط رفيع من سطح البحر ,نعتقد انه خيط النجاة , نريد ان نراه ..نتلمسه .. نحس بشيء يربطنا بدفء الشمس ... نريد ان نعرف ما فوق البحر ,,نريد ان نملأ جوفنا من الهواء !!
والخيط الجميل يتدلى .. الوانه زاهية .. يتأرجح بدلال ..
نفتح فمنا لنعض الخيط ,, نطبق عليه بلذة .... نتذوقه ..انه بلا طعم .. مجرد وهم .عدم .رذيلة باهتة ......
نحاول الخلاص منه ..ننازعه .. نشدة ...
فتنغرز النصلة في فمنا ..وتشدنا عكفة السنارة القاسية الى الاعلى ..تجذبنا الى الشمس الدافئة.
تقتلعنا من بحر الحياة لبارد... من ظلمة البحر ..
الى شمس الموت الدافيء . .........
فنختنق بالهواء ..

حسناً
" ما زلت اقف على الارض "
أمارس رذيلة الاختناق ...
ويدوي في اعماقي صوت يصرخ
" " جننت سماي " انا مش فاهم شي من خربطك
"ولا من فلسفتك الملونة
ولا من الاسماك ..ولحن الرجوع الاخير..."!!!!"
" فـُــقـُــع يركبك " "