الموضوع: أوراق الورد
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2012, 15:22   رقم المشاركة : ( 2 )

http://sadaalhajjaj.net/vb/images/name/14.gif



 
لوني المفضل : #360000
رقم العضوية : 3832
تاريخ التسجيل : 8 - 6 - 2012
فترة الأقامة : 4712 يوم
أخر زيارة : 29-05-2013
المشاركات : 166 [ + ]
عدد النقاط : 10
 
 
 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شادن غير متصل

افتراضي رد: أوراق الورد




هذه الأيام كنت أعاني من فقدان الشهية للكتابة ، حتى أني كلما دنوت من قلمي الحبيب ، أراه عجوزا شاخت مكنوناته و نضبت وديانه
و أمست شطآنه يسكنها البوم و الخراب ، قلمي ذاك الذي كنت رفيقته ذات مرة و تشاركنا الحلو و المر و امتزجنا في عوالم خالدة
و شيدنا من همساتنا المجنونة صروحا عالية لا تقتحمها أعتى الجنود و لا الجيوش ....وجدته يا سيد القلب ضعيفا هزيلا يشكو مثلي علة ما و داءا ما
أحسست بشيء ما بدواخلي ينكسر ...
كان يدمع ..ينزف..فأدركت أني ارتكبت في حقه جريمة شنعاء ..لقد أنهكت قواه و جعلته يجاري هذياني العنيد إلى أقصى البقاع الكونية ...
فسقط محموما يشكو الضياع و التعب...
حبيبي ...
كنت أبحث بين مذكراتي عن بداية العشق ، كنت أبتسم تارة و أقهقه تارة أخرى ، و أتجهم في بعض الأسطر و أخجل في أخرى , أرقص فرحة في صفحات معينة
كنت بها أهندس عوالما جميلة و رقيقة و عذبة الشفاه ...
كان كل شيء جميلا ، أو ربما مخيلتي هي التي كانت ترسم لي بفرشاة السحر العجيب ذاك الجمال الصامت ..
سمعت كثيرا عن حكايا الهوى ، و حاولت أن لا أتورط مهما كان الحال و أن أظل شاهد عيان لا أقل و لا أكثر ، أرمق المجريات من الأحداث ، بعين متيقظة ..
لكني لا أدري كيف غصت في أمواجه و تلاشت أنفاسي
ساعتها و أنا أعلم علم اليقين أن الخلاص منه مستحيل ، بل ضرب من الخيال ...

لكني ... - و لا أدري كيف و متى و أين و لماذا - تورطت و ها أنت تراني سجينة أنتظر حكم الاعدام كل حين ...
غادرت غرفتي العابثة بمشاعري و جلست أداعب العلياء .. فتناهى لي لحن مزدوج الرنة ، كأنه عزف جان متمكن
أو نغم من أنغام ربابة سحرية تجيد مداعبة الاحساس المتعب ...
جلست أنصت لذاك الفن الراقي ، فلا أدري لما عادت لي ذكريات من بعيد ...من بعيد...
عدت أدراجي يا ساكن الأضلع و ملك الحنين ..
عدت أبحث بين أشيائي عن رجلي الحبيب ...كنت أتوق لأن أضمد غربتي بصدرك و ألتصق بذراعيك كطفلة ترهب سكرة الليل الموحش ، كيتيم يبحث الدفء ،
كامرأة تبحث عن زند رجل يواريها من كوابيس الحياة و يكون ظلا لها يدلل براءتها و يغزل لها من الاشتياق إكليلا يكون قبلة على شفاه حبها ...
لكنك يا سيدي ما أتيت و لم تأتي ....فما كان لليتيم سوى رصيف الحرمان ..و لا للطفلة غير أن تخلد للنوم و دمعتها تنحدر من عيون الوجل ...
و لا للانثى سوى أن تستر ارتجافات الصقيع لتقف على قدميها و تمشي على الأشواك و النيران ..و تقول ...لم يأتِ ..... ولن ياتي أدرك أنه معها فلا جدوى من الانتظار.



  رد مع اقتباس