تأملات في سرمدية متلاطمة
زهرة الدروسيرا,قاتلة النحل .
عبير" شىء ما ,, قد , تستنشقه ,,فيقتلك ,

"شلح زنبق أنا ,, اكسرني"

في الهزيع الأخير من الليل ,بدأت انظم الشعر , على ضوء سراج ,
مضت دقائق قبل أن استفيق , قبل أن أترنح , واسقط على وجهي , كنت أظنه الظمأ,كنت اظنة حلما اخر.
أحسست باسترخاء رهيب , وخدر في الجسد , اشعر كأن نصل حادا اخترقني , توجست يدي شيء ما , تيار يلسعني , كل أصابعي تزحف هناك ,
روحي تنسحب قليلا بشيء من النزق, شيء دافق في يدي , شيء ساخن يسيل , ادركتني الظلمة , لمني محيط من سراب ,
الأحمر القاني كالعندم , كاللعنة الأبدية ,شيء غير هذا , بلا طعم , ثقيل على الصدر , ارفع رأسي قليلا , أتحسس الأرض الرخوة تحتي , اشعر بالعرق بتصبب ,
أتطلع إلى السماء, يصدمني السقف, يردني خائبا ,لا سماء لك الليلة يا عزيزي ,
المرارة تبتلعني , تجتاح أوراقي الصفراء ,تأخذ نفسي إليها ,
يحلق خيالي بعيدا , في الأفاق الماضية , ويشتد تحليقي , أحيانا أجد نفسي طائر على أجنحة سحرية , اجنحة كاذبة .
روحي تعصرها نواجذ طاغية لا ترحم , تشققها ,, يخونني القدر , وتثقل روحي الخيانة , تريد أن تنسحب .
أفكار تراود خاطري, تلهب خيالي, وتحلق بي إلى مسارب بعيدة, مسارب روحية كثيرة, كل الاشياء انتهت هنا .
ويحك يا نفسي !! الم تعلمي إنها النار ؟, قاسية تأكل كل شيء, الم تدركي أنها الدروب الوعرة , وأنت تتلويين بالهام لا يطاق , يطبق عليك بانيابة الوحشية ,يسحقك بصمت بارد.
تكررت الأحداث بسرعة مرسومة , رويدا رويدا ,, تبلورت الفكرة في خاطري , ثم ما لبثت أن تجسدت بصورة ساحقة , تأخرت في الإدراك , ,ولكني بدأت استعيد ذاكرة التفاصيل , حتى الصغيرة منها , اتت .
انه اللين ,لك . والتمني , حتى يشد عليك . زنبق يحضنك, يداعبك بدهاء, يناجيك , باستسلام ..... " شلح زنبق انا ,,,, اكسرني " فيكسرك ,يعصرك , كنحلة في حضن وردة تمتص الدماء,
في تلك الليلة, كانت الروح, تروح وتجيء في أرجاء الحكاية, فراغ و وحشة, والدقائق تمضي بطيئة, متثاقلة, ريح سموم, وخيوط سوداء, وتمهيد مسبق لخيانة الورد القاتل ,
كيف إذن يتأجج بركان من الحقد في كياني, مكتوما يستطيب أن يأكل الأكباد,؟
جاء الصباح تلفحه برودة شديدة, حتى حشائش الأرصفة سكنت لقدرها, كان السكون يعم المكان, صامت اخرس, والطريق بلا نهاية,وصخرة ثقيلة تحط على صدري ,على اي منبر ستقف يا عزيزي ؟
الشمس مسرعة إلى كبدها, أزمة نفسية قديمة بين السماء وشمسها, كما بين الروح والجسد, كما بين الورد ونحلة الموت.
لا املك إلا اجترار ذكريات قديمة جديدة,,بكل ما فيها , كيف للماضي أن يفلت من أيدينا كذرات زنبق , كيف تمر الأيام فلا نستطيع أن نبعثها أو نردها , استعيد التفاصيل , استعيد تمثيلية باهتة , تمهيد بدء منذ مدة , ورمي حجارة هناك , مد وجزر , وأصوات نائية ,واسماء عادت تتكرر , وقسمة تسترد انفاسها , وعبير , وشلح زنبق ,يناديك ,,,اكسرني ,,فيكسرك ,
ريح عاصفة,, ستهب ,, حدثتني نفسي كثيرا ,بان غيوم السماء تتراكم في الافق ..
هي تجريده جديدة تمر بها يا عزيزي !!,, دون في دفترك القديم ,, "إن النهر يعشق مجراه , والقطرة تحن إلى ألقطرة , دون في دفترك البالي ,انت على حد السكين تقف , لأن قلبك قال يوما "إن المياه ستعود لمجاريها ", وأن الأقفال تحن إلى مفاتيحها الصدئة, وان النحلة تعشق عبير قاتلها .

اصعد درجات قطاري,, واطل من النافذة ,, وبعد أن تحركت القاطرة ودوى صوتها عاليا .. هنالك حيث "شبحين " يرقباني من بعيد ,, كانا يتضاءلان كلما ابتعد القطار ,, حتى تلاشيا تماما ,, شممت اثرا من عبير ,,
حينها فقط همست نحلة روحي لزنبقتها ,,كل من يلثمك يموت !!!