خذني بعينيك وأغرب ايها القمر ,,
كان النقاء يجري مع الدم . وكانت المحبة تعمر القلوب .
تغير كل شىء ,, حتى القمر.
كنا صغار ,نشتاق ان نكبر ,
كان هناك رمزي ..كان سمين بشكل هائل ... و يهتز كالقارب مع كل حركة ,فكيف ويحب لعب الكرة .
رمزي , كان يتحمل ثقل وزنة.. و كل سماجات الرفاق الذين ومع كل حركة منه لا ينفكون عن إطلاق الالفاظ السمجة عليه... فمن يقول يا دبابة...ومن يقول له يا بنص .أو يا تختخ .يا خميل . أو يا ثور .. ويا ملزلز . أما أنا فكنت مصمما على إطلاق لفظ بطه بف عليه .. كيف جاء هذا اللفظ ومن أين .. لا اعلم ..
المهم أن اللقب كان يتماشى مع خفة دم رمزي .. وثقل وزنة الذي يجعل الميزان يكفر تحت ثقله .. وأحيانا كان يبحث عن قبان لوزن شوالات القمح والشعير لتحمل ثقله .. ويتمسك بأي غرام فقده نتيجة عمليات الجوع التي يمارسها والتي تسمى اليوم روجيم . او جوع الكلاب,
أنا كنت من فئة الممصوصين , المسلوعين أو فئة ( كمال العظام ) أو فئة شوية عظم مطروشة بشويه لحم ... أي الذين يعانون سوء التغذية مع إني كنت مفجوع و هلفوت مما يغيض البطه بوف رمزي .. وكان الميزان يبصق علي لحيتي
حين اعتليه,
رمزي جاء قبل أيام, جاء يسأل عني ودخل المكتب وجلس أمامي , وشرب القهوة , وتكلم , وأغرورق عيناه بالدموع, وتكلم ولم أتعرف عليه وظننت انه ملهوف أو محتاج . .. واخذ يحاورني طويلا, مرة يبتسم, ومرة يغص بالكلمة, ولم يخطر ببالي أن الذي أمامي هو رمزي ..
إلا أن انقشعت تضاريس الزمن ,وقال أنا رمزي ,, فخجلت ولم اذكره ,, قال بعصبية أنا بطه بف يا خالص .. فصرخت به هيك هيك لأمك يا حيوان ,, احكي من الأول , وأخذته بقوة بين ذراعي . أهلا بك يا صديقي.
رمزي الذي أصبح بجنسية أمريكية .. لم يزل بتلك اللهجة الجميلة بلا أعجمية في الكلام .و فقد نصف أرطال اللحم التي كان يحملها ... وقال انه خدم في الجيش الأمريكي في ,وانه وبكل فخر كان يرفع ألاذان في ثكنة الجيش وانه كان الإمام على الجنود المسلمين .
رمزي جاء يبحث عن كل الاصدقاء ... وجد بعضهم .. وبعضهم ضاعت خطاه ...
المنى كثيرا حين قال لي..كل شيء تغير حتى قلوب البشر ..... اشعر أني غريب هنا .
اشتاق لمن يقول لي بطه بوف .. اشتاق إلى لعبة طرنيب على أضواء الشوارع .. اشتاق إلى تمزيق كتب الرياضيات بعد انتهاء الامتحانات ..والى رسائل الحب التي كنت تكتبها للصبايا نيابة عن الأصدقاء . اشتاق إلى رائحة اللوز والقفز على الأسوار .. وأحن إلى التدخين في رمضان , والزعرنه و مدرسة البنات , الحمير. وسرقة الفقوس من الحواكير ,,والدراجات الهوائية , اشتاق لكل شيء
يا طيب القلب ""
لم يبق شيء
آنت تتذكر,,
ونحن نسينا , حتى القمر نسيناه ,,
خذني بعينيك وأغرب ايها القمر,,
اهلا بك يا صديقي ,






طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَـوْقِهِ الوَتَرُ
خُذنِي بِعَينَيكَ وَاغـرُبْ أيُّها القَمَرُ
لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً
إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِـعُ الزَّهَـرُ
لي فيكَ يا بَرَدَى عَهـدٌ أعِيـشُ بِهِ
عُمري، وَيَسـرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ
عَهدٌ كآخرِ يومٍ في الخـريفِ بكى وصاحِباكَ
عليهِ الريـحُ والمَطَـرُ
هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ
وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟
شـآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَـوعِـدُنا
أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ
نُعَتِّـقُ النغَمَاتِ البيـضَ نَرشُـفُها
يومَ الأمَاسِي ، فلا خَمرٌ ولا سَـهَرُ
قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَـدٌ
أنا الجَنَاحُ الذي يَلهـو به السَّـفَرُ
يا طيِّبَ القَلـبِ، يا قَلبي تُحَـمِّلُني هَمَّ الأحِبَّةِ
إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا
شَـآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِـرٍ أبداً
كأنّكِ السَّـيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ
حَمَلـتِ دُنيا عـلى كفَّيكِ فالتَفَتَتْ
إليكِ دُنيا ، وأغضَـى دُونَك القَدَرُ