مطحنة الشرايط

ام للبشر,

انه مساء الجمعة ,اي جمعة لا يهمني

المهم انه مساء وانه جمعة ,

جاء العويل فاضحا من الشارع المقابل , حيث اقيم

قالوا انه رحل الى الدار الاخرة ,

وجدت في غيابه احداث كثيرة , بعضها قاس وبعضحها يدمي القلب من الضحك

كثيرا ما اتسائل هل هو رحمة ؟, ام بداية امر اخر؟. اعني هنا الموت .

ها من يموت تنحجب عنه الاحداث ولا يعد يراقب البشر في الشوارع ؟

ولا يراقب زوجته وهي تنهمك بري قواويرها الكثيرة كل مساء.

ام لعلة سجين يسمع ويرى ما يدور ,ولا يسمح له بالحركة ,

ام ربما يراجع حساباته هناك ويدقق في الربح والخسارة .

ربما مجرد شخص مات واصبح رهين المحبسين

كانت له نظرات في عينيه لا يمكنك الا ان تقول ( شقاء).

شقاء منذ خلق الى ان رحل مساء تلك الجمعة الحزينة

في بيت العزاء , جلست ,وبدا نهش لحم الراحل ,

قالوا انه عمل حانوتي لدفن الموتى ؟ فصقتهم

ومات ؟ ولم اصدقهم

وقالوا ان مهنتة الاساسية تتلخص في العمل بمطحنة للشرايط

تقبع في موقع مظلم بمكان ما من (ماركا ).

ولم اصدقهم ,هل تتحطن الشرايط؟
وقالوا عنه سفير وسكير وعربيد ,

وانه اعتمر وحج , وركب البحر وسافر كثيرا .

وكان يلعب القمار والطرنيب على مقبرة ما ,

وكان .. وكان ,وكان .

عزيزي الراحل المحترم ( ابو ؟)

انا لن اغفر لك

داهمك الموت بقسوة

وبقيت زوجتك كعهدا

تسقى قواوير ازهار في الصباح

ونسيت المساء , ونسيتك

كأن شىيئا لم يكن .

انا لن اغفر لك ابدا

انا ساخط ومحتقن ومتحفز

من سيطحن اسمالنا وخلقاتنا ؟

من سيدففنا يارجل ؟؟