وطني ونوافذ الذكريات ====> بقلم محارة الأردن

اكتب عن قطعة من روحي ونبض القلب في جسدي لا اكتب فقط عن قطعة من وطني بل اكتب عن دفق من شرايني
اكتب عن مدينه تختلط بالروح وينداح الصدى للصوت في شوارعها انها الزرقاء الحبيبه التي اعتادت ان تهمس للعابرين
حكاياتها وتاريخها قلاعها ومحمياتها ..سيلها الذي يجري ناثرا وشوشات الخرير على الضفاف ..محطة القوافل التجاريه
اذ كانت تعج بحجاج السكينة والايمان القاصدين بيت الله الحرام
نفتح نوافذ الذكريات على كل سهولك وبواديك يا وطني لنستشرق العز والكبرياء
في كل ذرة من ترابك فتكون العظمة ويكون العز والكبرياء من فوحك وعبير ترابك وسهولك وصحرائك التي اعشق
افتح نوافذ ذكرياتي ذكريات العائلات التي سكنت في معسكر الزرقاء حيث صويحبات والدتي ام ابراهيم
كما هو وطني كبير في كل شئ كان النسيج الاجتماعي يتدفق صفاء وبهجه من البادية والريف
مسلمات ومسيحيات من الشمال والجنوب ...من الضفة الشرقية والغربيه من شتى الاصول والمنابت
ام ريمون وام ثنوة ..وام نارت ..وام فلاح ..بازبائهن الجميله ...المدرقه ..والثوب الفلسطيني ...والشركسي ..
والشيشاني ..والدرزي الرائع الالوان
يثرثرن السواليف الجميله ..ويشربن القهوة الصباحيه ...وينشغلن بلف الدوالي ...وقراءة الكف والفتح بالفنحان ينتظرن
قدوم ازواجهن من الميدان العسكري ...فرسانا محملين بالعشق ...والهدايا والاهازيج لهذا الوطن
وكم كان يحلو للصبايا عند العصاري القفز عن شيك المعسكر ..انها مشاغبه من نوع خاص ...وبحث عن تجليات قد تاتي قبل الاوان
رحل المعسكر الى البعيد..مثل حلم الرمال الهاجعات على الظمأ..لتحل مكانه ..مدينة خادم الحرمين الشريفين

ببيوتها الرائعه وطرازها المعماري الفريد ..
ما اجملك وطني وقد كنت الملاذ والحامي والسند لكل من قصدك من العبرين والمارين بل والمهاجرين
فقد كنت لهم كما كانت المدينه لاهل مكه انصارا وتاآآآخيا
ما اجملك اردن الخير والعطاء وانت لم تكن يوما الا واحة الامن والامان لكل من وفد اليك طائعا او مكرها
كل نوافذ الذكريات فيك جميله تطل على ما هو اجمل
فلتبقى وطني وليبقى سيدي اب الحسين سليل الهاشمين الافاضل
ولتبقى ابوابك مشرعة لكل من قصدك اهديك وطني الحب والود افديك وطني بالروح والولد
ولتبقى الاردن محج الناس من كل ارجاء الدنيا