رد: "مرج الزّهور".. وحكاية الوعد المنقوش
بداية الرحلة
أنزل الجنود الصهاينة كافة المعتقلين من الحافلات والطائرات وبدأوا بفك قيودهم ورفع الأربطة عن أعينهم وقاموا بتحميلهم على ظهر شاحنات نقل تجارية وقد وصل عدد الشاحنات الناقلة إلى ستة شاحنات وكان يملكها أشخاص دروز يعملون في النقل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية المحتلة ،
سارت الشاحنات مسافة خمسة كيلو مترات في اتجاه الحدود اللبنانية فيما يعرف بالمنطقة المحرمة وعند اقتراب الشاحنات من الحدود اللبنانية خرج الجنود اللبنانيون واعترضوا الشاحنات وطلبوا من المعتقلين عدم النزول من الشاحنات والعودة من حيث أتوا حيث لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان .
عادت الشاحنات أدراجها إلى المطلة ولكن قبل وصول الشاحنات إلى المنطقة بحوالي 3 أو 4 مرات قامت القوات الصهيونية بفتح النيران بكثافة شديد باتجاه الشاحنات والمبعدين الفلسطينيين ، الأمر الذي جعل سائقو الشاحنات يعودون للخلف ويطلبون من المعتقلين النزول من الشاحنات حيث لا مفر لهم سوى البقاء بين مطرقة الأسلحة الإسرائيلية وسندان القرار اللبناني بعدم السماح لهم بالدخول.
نزل المبعدون جميعا من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي ابُعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ .
فقرر المبعدون الفلسطينيون البدء بأخذ زمام المبادرة حيث باتوا على قناعة تامة الآن بأنه قد تم فعلا إبعادهم إلى جنوب لبنان وأنهم قد أصبحوا خارج الوطن ، فقرروا أن يجلسوا في اقرب منطقة يوجد بها ماء ، وفعلا وجد المبعدون أنفسهم بعد لحظات من المسير أنهم في منطقة تلّية بين نهرين من الماء ، فقرروا الجلوس بها وأقاموا تلة المبعدين .
فيما بعد عرف المبعدون أن هذه المنطقة التلية التي أقاموا بها تسمى ( مرج الزهور ) وهي قرية لبنانية يقطنها سكان لبنانيون سنيون .
|