رد: زاوية نزار قباني
ملائكة الرحمة
إبراهيم طوقان
بِيضُ الحمائمِ حسبُهنَّهْ أنّي أُردّدُ سجعَهنّهْ
رمزُ السلامَةِ والوَدا عةِ منذ بدءِ الخلقِ هُنَّه
في كلِّ روضٍ فوق دا نِيَةِ القطوفِ لهنَّ أنَّه
ويملْنَ والأغصانَ ما خَطَرَ النسيمُ بروضهنَّه
فإذا صلاهنَّ الهَجيـ ـرُ هببْنَ نحو غديرهنَّه
يهبطنَ بعد الحَوْم مِثْـ ـلَ الوحيِ، لا تدري بِهنَّه
فإذا وقعنَ على الغَديـ ـرِ، ترتَّبتْ أسرابُهنَّه
صَفَّيْنِ طولَ الضّفَّتَيْـ ـنِ، تَعرَّجا بوقوفهنَّه
كلٌّ تُقبّلُ رسمَها في الماء ساعةَ شُربهنّه
يُطفئنَ حَرَّ جُسومِهِنْ ـنَ بغمسهنَّ صدورَهنَّه
يقع الرّشاشُ إذا انتفضْـ ـنَ لآلئاً لرؤوسهنّه
ويطرْنَ بعد الابترا دِ إلى الغصْـونِ مُهودِهنَّه
تُـنبيكَ أجنحةٌ تُصَفْـ ـفِقُ كيف كان سُرورُهنّه
ويُقرُّ عينَكَ عَبْثُهُنْ ـنَ، إذا جثمنَ، بريشِهنَّه
وتخالهنَّ بلا رؤو سٍ حين يُقبلُ ليلُهنَّه
أخفَيْنَها تحت الجَنا حِ ونمنَ ملءَ جُفونهنَّه
كم هِجْنَني ورويتُ عَنْـ ـهُنَّ الهديلَ، فديتُهنَّه !
****
المحسناتُ إلى المريـ ـضِ، غَدونَ أشباهاً لهنَّه
الرَّوضُ كالمستشفيا تِ، دواؤها إيناسُهنَّه
ما الكهرباءُ وطِبُّها بأجلَّ من نَظَراتِهنَّه
يشفي العليلَ عناؤهنْ ـنَ وعطفهنَّ ولطفُهنَّه
مُرُّ الدواءِ بفِيكَ حُلْـ ـوٌ من عذوبة نُطقِهنَّه
مهلاً، فعندي فارقٌ بين الحَمامِ وبينهنَّه
فلربّما انقطع الحَما ئمُ في الدُّجى عن شدوهنَّه
أمَّا جميلُ المحسنا تِ، ففي النهار وفي الدجنَّه
*****
|