رد: يــــا ابنتي - علي الطنطاوي _ رحمه الله ...
				
			 
			 
			
		
			
 
 
السفور  إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإن  كنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاط  فشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل  الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو  لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث  بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن  الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي  ولا هو ولا الاهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة اله ، وأن (يساووا) بين  الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاة المساواة والاختلاط  باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله إلا  إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ، وما  يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه  بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء :  التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا  الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل
	  |