رد: يــــا ابنتي - علي الطنطاوي _ رحمه الله ...
				
			 
			 
			
		
			
 
 
وأنا  لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت  علية المرأة المسلمة حقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ،  ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن  قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا  الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ،  والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها  النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال  تأباها الحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها  وذودا عنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون  على نسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن ...ولا  أكفهن...ولا نحورهن... بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه  ويجعل ستره ، وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين.....  
وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم  المسلمات للاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن،  والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات  المسلمات شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا  ينكر ذلك الآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا  يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق  الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق  الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير  السفور ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان  على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ،  وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر. 
	  |