توليه       الخلافة
       ولي       الخلافة       بعهد معقود       له بعد       الهادي من       أبيهما       المهدي في ليلة       السبت       السادس عشر       من ربيع       الأول سنة       سبعين ومائة       بعد الهادي، قال       الصولي: هذه       الليلة ولد       له فيها عبد       الله       المأمون ولم       يكن في سائر       الزمان ليلة       مات فيها       خليفة وقام       خليفة وولد       خليفة إلا       هذه الليلة       وكان يكنى       أبا موسى       فتكنى بأبي       جعفر. 
        وكان       ذا فصاحة       وعلم وبصر       بأعباء       الخلافة وله       نظر جيد في       الأدب       والفقه، قيل       إنه كان يصلي       في خلافته في       كل يوم مائة       ركعة إلى أن مات       لا يتركها       إلا لعلة       ويتصدق من       صلب ماله كل       يوم بألف       درهم..       قال       الثعالبي في       اللطائف قال       الصولي       خلَّف       الرشيد مائة       ألف ألف       دينار. 
       وكان       يحب المديح       ويجيز       الشعراء       ويقول الشعر،       أسند عن       معاوية بن       صالح عن أبيه       قال أول شعر       قاله الرشيد       أنه حج سنة       ولى الخلافة       فدخل دارا       فإذا في صدر       بيت منها بيت       شعر قد كتب       على حائط:               
       ألا       أمير       المؤمنين       أما ترى *** فديتك       هجران       الحبيب       كبيرا               
بلى       والهدايا       المشعرات       وما *** مشى       بمكة مرفوع       الأظل حسيرا.              
بهارون       لاح النور في       كل بلدة *** وقام       به في عدل       سيـرته       النهـج              
إمـام       بـذات الله       أصبح شغله *** فأكثر       ما يعنى بـه       الغزو       والحـج              
تضيق عيون       الخلق عن نور       وجهه *** إذا       ما بدا للناس       منظره البلج              
تفسحت       الآمال في       جود كفه *** فأعطى       الذي يرجوه       فوق الذي       يرجو
                       
           ولأبى       الشيص يرثى       الرشيد:                     
           غربت       في الشرق شمس       فلها عيني       تدمع                     
مـا       رأينا قط       شمسا غربت من       حيث تطلع                     
جـامـع       بيـن       العـزاء       والهناء       جترت جـوار       بالسعـد       والنحـس                     
فنحن       في مأتم وفي       عرس القلب       ضاحكة فنحن       في وحشة وفي       أنس                     
يضـحكنـا       القـائـم       الأميـن       ويبــكينـا       وفـاة       الإمـام       بالأمـس                     
بدران       بدر أضحى       ببغداد في       الخــلد       وبدر بطـوس       فـي الرمـس