قال المتنبي في الشجاعة
:
أصارع خيلاً من فوارسها الدهر
-----وحيداً و ما قولي كذا و معي الصبر
و أشجع مني كل يوم سلامتي -----و ما ثبتت إلا و في نفسها أمر
تمردت بالآفات حتى تركتها -----تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
وأقدمت إباء الأبي كأنني -----سوى مهجتي أو كان لها عندي وتر
و قال المتنبي
:
أرى كلنا يبغي الحياة بجهده
-----حريصاً عليها مستهاماً بها طبا
فحب الجبان النفس أورده البقا -----و حب الشجاع الحرب أورده الحربا
من الشجعان محمد بن حميد الطوسي عمره ما يقارب 32 أختاره المعصتم لقيادة الجيوش الموحدة و كان له إمام حنفي و قاض و علماء معه يقاتلون الروم فلما حضرت المعركة خرج القائد الطوسي و لبس الأكفان عليه فأخذ يقاتل من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر و من الظهر إلى صلاة المغرب ثم قُتل قبل الغروب فلما قُتل بدأت النوائح في بغداد فقال أبو تمام قصيدة يعزي المعتصم :
كذا فليجل الخطب و ليقدح الأمر
----- فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر
توفيت الآمال بعد محمد -----و أصبح في سفر عن السفر السفر
فتى كلما فاضت عيون قبيلة -----دماً ضحكت عنه الأحاديث و الذكر
تردى ثياب الموت حُمراً فما أتى -----لها الليل إلا و هي من سندس خضر
ثوى طاهر الأردان لم تبق بقعةً -----غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
عليك سلام الله وقفاً -----فإنني رأيت الكريم الحر ليس له عمر
سمع المعتصم القصيدة و عيونه تهراق بالدموع فيقول : يا ليتني أنا المقتول و قيلت فيّ .