يقول الشريط الاخباري أسفل الشاشة انه تم العثور على جثث مجهولة الهوية - تحمل آثار تعذيب, فينصرف الذهن الى الأدوات التي استخدمها القتلة في الجريمة: سلك هاتف لربط الضحية, ومسامير, و »درل« لاحداث ثقب في الرأس, وجنزير, ومنشار, ومفتاح انجليزي, وربما يستخدم القاتل »حجر صوّان« لتهشيم الجمجمة, وكأنما في »ورشة«, وهي كذلك بالفعل, فمثل هذا الموت يستغرق وقتاً طويلاً: ساعات عمل تبدأ في الصباح الباكر, وتستمر ظهراً, الى أن تغرب الشمس, فيرجع »عمال المياومة«/ »مجرمو المياومة«/ الى مخابئهم, قانعين بالأجر الزهيد.


كان يمكن توفير الوقت, والاجهاز على الضحية برصاصة, ولكن مجريات الجريمة تشير الى ان القاتل يفعل ذلك ليتلذذ. ولكم ان تتخيلوا حجم اللذة التي يشعر بها انسان عندما يدق مسماراً كبيراً في رأس انسان. والطريف أن هناك من يراقب, ويتلذذ ايضاً. ثم يتوقف الجميع وقت الغداء ليأكلوا لحماً بالطبع. وقد يأخذ عدد منهم قيلولة, ساعة فقط, ليرجع من جديد الى »الورشة«.

أين يذهب المجرم في الاجازة? يغيب في الزحام كأي شخص عادي: ها هو يعبر الشارع بمعيه آخرين/ »زملاء مهنة« عادوا للتوّ من »ورشات« مماثلة. وها هو يجلس في مقهى مكتظ برواد عادوا أيضاً من هناك. وها هو في وضعية عشق مع امرأة, تماماً كشخص مُحبّ. وها هو يكتب مقالة قد ينشرها غداً في »الجريدة«.

العثور على جثث تحمل أثار تعذيب: من قال ان الأحياء لا يحملون مثل هذه الأثار?
بس أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأخ يا بو قنوه ... شو الصوص وشو مرقته .. هذا خالي الدسم فك عنه؟؟؟