رد: نظرات في الفقه والتاريخ ...
لتنقضن عرى الإسلام
إن فهم الانكسار التاريخي
الذي حدث بعد الفتنة الكبرى ومقتل ثالث الخلفاء الراشدين ذي النورين عثمان رضي الله عنه ضروري لمن يحمل مشروع العمل لإعادة البناء على الأساس الأول. فهم طبيعة هذا الانكسار، ومغزاه بالنسبة لتسلسل الأحداث وتدهورها بنا إلى الدرك الذي نجد الآن فيه أنفسنا. فهم الذهنية التقليدية التي تدين بالولاء غير المشروط للسلطان، كيف نشأت، وكيف توارثها الخلف عن السلف، وكيف صنعت أجيالا يسوقها الحاكم المستبد سوق الأغنام.
لا
ليس في نيتنا أن نتعرض للفتنة النائمة عصمنا الله بكرمه وعفوه من القواصم، لكن ألح عليكم إخوتي أن تعرفوا أن الانكسار التاريخي حدث محوري في تاريخ الإسلام، وسيبقى فهمنا لحاضر الأمة ومستقبلها مضببا بل مشوشا غاية التشويش إن لم ندرك أبعاد تلك الأحداث وآثارها على مسار تاريخنا وتجلجلها في الضمائر عن وعي في تلك العهود وبحكم تكوين المخزون الجماعي الذي توارثته الأجيال.
رجَّة عظيمة مزقت كيان الأمة المعنوي فبقي المسلمون يعانون من النزيف في الفكر والعواطف منذئذ، ويؤدون إتاوات باهظة لما ضعُف من وحدتهم وتمزق من شملهم وتجزأ من علومهم وأقطارهم.
غيرنا
يغضي حياء من فتح تلك الصفحات، وآخرون من حزب الشيطان يثيرون تلك الأخبار لزعزعة ثقة المسلمين بإسلامهم وتشكيكهم في قيمة الحق الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، يستشهدون بتاريخ المسلمين على تاريخية الإسلام ليقولوا إنه إديولوجية عابرة متماوجة متغيرة متعددة التعبير صحبت صراعات بين بطون قريش وبين عصبيات أخرى، لاصق كل ذلك بالأرض، شبيه بالجدليات الصراعية على مر التاريخ.
|