العمل الصالح أثمن شيء في الحياة الدنيا :
 
     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( الدَّال على الخير كفاعله )) . 
 
 [ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] . 
 
 أيها  الأخوة ، الإنسان في علاقته مع الله أمام نشاطين ، يستقيم على أمره ويعمل  الأعمال الصالحة ، باستقامته على أمر الله يسلم ، وبالأعمال الصالحة يسعد ،  من ترك الكذب، والغش ، والخيانة ، والكبر ، والاستعلاء ، وأكل أموال الناس  بالباطل ، من استقام على أمره يسلم من كل عطب ، لأنه طبق تعليمات الصانع ،  ومن عمل صالحاً يسعد ، فإن كنت في ضيق اقرأ قوله تعالى :
 
   ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾ .
 
   ( سورة الكهف الآية : 110 ) .
 
 اقرأ قوله تعالى ، الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يندم على أثمن شيء في الحياة الدنيا .
 
   ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾ .
 
   ( سورة المؤمنون ) .
 
   علة وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح :
 
   مخلوق  أنت في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً ، فالمؤمن لا يشغله إلا شيئان ، إلا  أن تأتي حركته وفق منهج الله ، مستقيم ، وأن يتقرب إلى الله بإنفاق ما  أعطاه الله .
 
   ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾ .
 
   ( سورة القصص الآية : 77 ) .
 
 ابتغِ ،  أنفق من علمك ، وأنفق من مالك ، وأنفق من خبرتك ، وأنفق من جهدك ، وأنفق من  وقتك ، فلذلك ربنا سبحانه وتعالى ، لأننا مخلوقون للعمل الصالح ، لأن علة  وجودنا بعد طاعة الله العمل الصالح ، حتى إن بعض العلماء فسر قوله تعالى  الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، العمل الصالح إن جاء مفرداً يشمل الاستقامة  والعمل الصالح ، أما حينما تأتي مفسرة :
 
   ﴿ إِنَّ  الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ  عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ .
 
   ( سورة فصلت الآية : 30 ) .
 
 ثم يقول الله عز وجل :
 
   ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ .
 
   ( سورة فصلت الآية : 33 ) . 
 
 إن جاء العمل الصالح مفرداً أي أنك استقمت على أمر الله وعملت الصالحات ، فلذلك لأن الإنسان مخلوق لعمل صالح يصلح للعرض على الله .
تصور إنساناً خلقه الله عز  وجل ، منحه نعمة الوجود ، منحه نعمة الإمداد ، منحه الهدى والرشاد ، أعطاه  مالاً ، أعطاه صحة ، أعطاه أولاداً ، سخر له كل ما في الكون ، فجاء يوم  القيامة صفر اليدين ، أنفق ماله كله من أجل أن يعلو في الأرض ، أنفق ماله  على المتع الحسية ولم يعمل صالحاً ، قال عليه الصلاة والسلام : 
(( يا بشير ! لا صدقة ولا جهاد فبمَ تدخل الجنة ؟ )) . 
 
 [رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط عن بشير بن الخصاصية ] .
 
 حجم كل إنسان عند ربه بحجم عمله الصالح :
 
     هناك  سؤال كبير : ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ أقول لكم : لو أنك استقمت على  طاعة الله أنت بهذا ضمنت سلامتك ، ضمنت راحة بالك ، ضمنت راحة قلبك ، ولكن  ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ كنت صادقاً ارتقيت عند الناس ، كنت أميناً وثق  الناس بك ، تركت الحرام سلمت من تدمير المال ، تركت النظر إلى النساء سلمت  من تشويش القلب ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ استقامتك لك ، استقامتك ضمنت  سلامتك ، ولكن ماذا فعلت من أجلي ؟ ماذا بذلت ؟ هل بذلك من مالك ؟ هل بذلت  من علمك ؟ هل بذلت من وقتك ؟ هل بذلت من خبرتك ؟ هل مشيت مع إنسان لتحل له  مشكلة ؟ .
(( مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة )) . 
 
 [أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ] .
 
 ماذا  فعلت من أجلي ؟ لأنك مخلوق في الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً يصلح سبباً  لدخول الجنة وليس ثمناً لها ، وفرق كبير بين السبب والثمن ، أنت بإمكانك  أنت تشتري مفتاحاً بعشر ليرات تفتح به بيتاً ، ثمنه خمسون مليوناً ، فكل  أعمالك الصالحة في الدنيا مثل مفتاح البيت سبب لدخول الجنة وليس ثمناً لها ،  الجنة فضل من الله ، بفضل الله ورحمته ، أما عملك الصالح كله واستقامتك  كلها هي مفتاح .
فيا أيها الأخ الكريم ، لأن الإنسان مخلوق في الدنيا للعمل الصالح ، بل إن حجمه عند الله بحجم عمله الصالح ، قال تعالى : 
 
   ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾ .
 
   ( سورة الأنعام الآية : 132 ) .
 
     كل معصية عقبة في الطريق إلى الله عز وجل :
 
     دائماً  اسأل نفسك ماذا قدمت لله عز وجل ؟ بأول الطريق يا رب أنا غضضت بصري ، جيد ،  يا رب أنا ضبطت لساني ، ضبطت جوارحي ، ضبطت دخلي ، الاستقامة كلها سلبية ،  والأصح من ذلك أن الطريق إلى الله فيه عقبات ، وكل معصية عقبة .
الآن إنسان يركب سيارة ، وجد على عرض الطريق مكعباً من الإسمنت ارتفاعه ثلاثة أمتار على عرض الطريق ، الطريق مسدود ، مغلق . 
كل معصية عقبة في طريقك إلى  الله ، فلو أزلت كل العقبات ، واستقمت على أمر الله كله ماذا زدت أنت ؟ ما  زدت عن أن زلت العقبات من الطريق ، بقي أن تتحرك الحركة وهي العمل الصالح ،  فكل إنسان يستيقظ صباحاً ، ويهتم بأمر دنياه فقط خاسر خسارة كبيرة . 
(( من أصبح وأكبر همه الآخرة  جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن  أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ، و لم يؤته  من الدنيا إلا ما قدر له )) . 
 
 [الترمذي عن أنس]
 
 أي أنت  في اليوم هل عدت مريضاً ؟ هل شيعت جنازة ؟ هل أنفقت من مالك ؟ هل أطعمت  جائعاً ؟ هل واسيت بائساً ؟ هل حللت مشكلة ؟ هل وفقت بين زوجين ؟ هل وفقت  بين أخوين ؟ هل علمت الناس آية ؟ هل علمتهم حديثاً ؟ ماذا فعلت ؟.
لذلك الإنسان إذا جمع المال  الكثير في الوقت القليل ولم يكن له عمل صالح يرقى به فهو أكبر خاسر ، من  هذه المقدمة ، يقول عليه الصلاة والسلام : 
(( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ )) 
 
 [مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ ] .
 
 أو :
((الدَّال على الخير كفاعله )) . 
 
 [ أخرجه البزار وصحح ابن حبان ، بلفظ من دل على خير فله مثل أجر فاعله عن ابن مسعود ] . 
 
   فاعل الخير خير من الخير وفاعل الشر شرّ من الشر :
 
     هذا  ينقلنا إلى موضوع آخر ، هذا الموضوع ذكره سيدنا علي بكلام بليغ قال : "فاعل  الخير ـ دققوا ـ فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شر من الشر" .
نبدأ من الشر ، هذا الذي ألقى  على اليابان قنبلة ذرية ، في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي ثوانٍ  معدودات أزهق أرواح ثلاثمئة ألف إنسان ، ولا تزال آثار هذه القنبلة على  الأرض والبيئة والحيوانات إلى وقت قريب...إلخ . 
هذا الشر استمر مئة عام ،  استمر خمسين عاماً تقريباً ، بعد خمسين عاماً من لم يمت مات الآن ، لو أن  هذه القنبلة لم تلقَ الآن الكل يموتون ، الشر مهما كان كبيراً ينتهي مع  الزمن ، أما الذي أراد أن يزهق هذه الأرواح ، سيخلد في النار إلى أبد  الآبدين ، الشر ينتهي وفاعل الشر لا ينفذ عذابه ، فاعل الشر شرّ من الشر ،  الآن أكبر جريمة ارتكبت قتل إنسان مئة شخص ، بعد مئة سنة لو لم يقتلهم  لماتوا حتف أنفهم ، أكبر شر ينتهي ، الحرب العالمية الثانية ذهب ضحيتها  خمسين مليون إنسان ، بعد مئة سنة بالضبط لو لم تقم هؤلاء الناس الذين ماتوا  بالحرب سيموتون حتف أنوفهم ، إذاً أكبر شر بالأرض ينتهي ، ما الذي يبقى ؟  فاعل الشر ، هذا يتعذب بشره الذي أراده إلى أبد الآبدين ، بالمقابل فاعل  الخير ، أنت أسست ميتماً ضمّ ألف يتيم ، بعد مئة سنة ، بعد مئتي عام ،  هؤلاء الأيتام أصبحوا كباراً وعملوا وتزوجوا وانتهى يتمهم ، لأن النبي  الكريم يقول : 
(( لا يُتْمَ بَعْدَ احتِلام )) . 
 
 [أخرجه أبو داود عن علي بن أبي طالب ] . 
 
 ماذا الذي بقي ؟ بقي هذا الذي أراد خدمتهم ، ورعايتهم ، هذا يسعد في عمله إلى أبد الآبدين .
 
 حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي إن كان خيراً و إن كان شراً :
 
     الأنبياء جاؤوا بالهدى ، وأكفر كفار الأرض عند الموت يهتدي ، لكن يهتدي بعد فوات الأوان .
 
   ﴿ الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ .
 
   ( سورة يونس الآية : 90 ) .
 
 الشر  ينتهي والخير ينتهي ، أو الأصح من ذلك حينما تقوم القيامة كل شيء ينتهي،  الأعمال الجليلة التي جاء بها الأنبياء تنتهي ، الحقيقة انكشفت ، تصور  نبياً كريماً يدعو قومه ألف عام ، سيدنا نوح :
 
   ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً ﴾ .
 
   ( سورة العنكبوت الآية : 14 ) .
 
 انتهى ، حتى الهدى ينتهي ، الهدى ينتهي عند الموت ، لأنه لو لم تكن مهتدياً لعرفت الحقيقة .
 
   ﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ .
 
   ( سورة ق الآية : 22 ) . 
 
 الهداية  تنتهي ، وإطعام الطعام ينتهي ، ومعالجة المرضى تنتهي ، ورعاية الأيتام  تنتهي ، أجل الأعمال الصالحة تنتهي يوم القيامة ، والأعمال الشريرة تنتهي ،  ماذا يبقى ؟ يبقى فاعل الخير يسعد بخيره إلى أبد الآبدين ، وفاعل الشر  يشقى بشره إلى أبد الآبدين، فاعل الخير خير من الخير ، وفاعل الشر شرّ من  الشر .
 
 التجارة الرابحة هي التجارة مع الله عز وجل :
 
     الموضوع  الأخير : إذا كان دللت إنساناً على صفقة يعطيك بالمئة واحد ، هذه عمولته ،  الآن مندوب المبيعات بالمئة واحد ، والدلال بالمئة اثنان ، كل الوسطاء  بالعرف التجاري من واحد لاثنين بالمئة ، أحياناً يستكثروها يقول : غير  معقول أعطيك مئتي ألف على دلالة بيت ، إذا كان ثمن البيت ثلاثين مليوناً  أخي تأخذ خمسة آلاف وتمشي لا يقبل بالمئة واحد ، أما ربنا عز وجل أعطك  بالمئة مئة ، فأنت إذا عملت عملاً صالحاً هذا العمل لك مثل أجره فاعله ،  إذا دللت على خير ، طبعاً إذا فعلت الخير موضوع ثان ، إذا دللت على خير .
قال له إنسان : أين أصلي ؟  قلت له : صلِّ بهذا المكان ، والإنسان استفاد من هذا المكان ، واستقام ،  وسعد ، كل إنسان بصحيفة من دله على خير ، تشجيعاً للعمل الصالح . 
لذلك النتيجة يجب أن نتاجر مع  الله ، الأرباح مذهلة ، إذا إنسان أراد أن يعطي ثلاثين بالمئة فتأتيه  أموال بشكل مخيف ، إذا كانت النسبة سبعين بالمئة يبيعون بيوتهم ويعطونه ،  وإذا كان مئة بالمئة ، وإذا كان ألف بالمئة ، وإذا مليون بالمئة ، وإذا  مليار بالمئة، الله عز وجل كريم . 
 
 على الإنسان ألا يجعل الدنيا أكبر همه و لا مبلغ علمه :
 
     لذلك :
 
 ﴿ يَا  أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ  مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ  فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ  لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ .
 
 ( سورة الصف ) .
 
 تاجر مع  الله عز وجل ، أنا مرة كنت في تعزية ، صاحب البيت الذي كنت أعزيه بأمه ،  مجدد بيته ، لكن هذا التجديد كلفه مبالغ فلكية ، كأنه شعر بمشكلة ، فسألني :  ما حكم الشرع في هذا ؟ قلت له : دعك من حكم الشرع ، وخذ الأمر بعقلية  تجارية ، أنت معك كتلة نقدية ، لو استهلكتها كلها في الدنيا لن تكون عاقلاً  ، لو استهلكت حاجتك والباقي وظفته عند الله ، وكل قرش بمليار تكون أعقل  بكثير ، لو استهلكتها كلها ، على رفاهك ، وبيتك ، ومركبتك ، وأكلك ،  وولائمك ، وسفرياتك ، ونزهاتك ، كلها استهلكتها ، ثم جئت الله عز وجل يوم  القيامة صفر اليدين لا تملك عملاً صالحاً ، أما لو استهلكت يعضها على أمور  دنياك، والباقي وظفته عند الله بربح خيالي تكون أعقل الناس .
فالإنسان لا ينبغي أن يجعل  الدنيا أكبر همه ، ولا مبلغ علمه ، والدنيا لها سقف ، إذا كنت تملك مبلغاً  ضخماً ، وأردت أن تأكل ، هل تأكل بحجم مبلغك أم بحجم معدتك ؟ بقدر ما تملك  من المال ، وجبتك محدودة ، بقدر ما تملك من المال نومك على سرير واحد بقدر  ما تملك من المال ترتدي ثياباً واحدة ، البذلة الغالية بثلاثة أكمام أم  بكمين ؟ بكمين ، فالفوارق تكون كلها فوارق شكلية ، لا تقدم ولا تؤخر . 
 
 كل إنسان يحتسب عملاً لله عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله :
 
     يقولون  أن كل الحضارة عملت أطراً جميلة ، والمضمون واحد ، أي طعمة الفول والحمص من  ألف سنة للآن واحدة ، استمتع بها الفقير ، الطعوم التي أودعها الله فيها ،  الغذاء والفائدة ، طعمها واحد ، تقريباً الأمور متشابهة جداً .
يقولون : إن والي دمشق كان  مركز ولايته بالمنزل بالمرجة ، دخل عليه موظف كبير عنده ، وجده يقف على  نافذة ومستغرق في التفكير ، فلما انتبه لوجوده التفت ووجد على خده دمعة ،  قال له : خير إن شاء الله ؟ قال له : تعال وانظر ، جاء إنسان من الريف  ينتظر سجيناً كان المبنى الأرضي هناك سجن ، يبدو أنه لم يسمح لهذا الإنسان  أن يلقى السجين ، و قد جاع من الانتظار ، فجلس على الأرض لا يملك إلا بصل  وخبز ، ضرب رأس البصل بيده وكسره وأكل ، قال : أتمنى أن أكون مثل هذا  الفقير وآكل بهذه الشهية . 
مثلاً شركة ضخمة ، الحاجب  المستخدم فيها أعطاه الله صحة مثل الحصان ، وكبار الموظفين يوجد بجسمهم  خمسون علة ، فالله عنده مجموع ثابت ، حظك من الصحة ، مع الأولاد ، مع  الزوجة ، مع المكانة يصبحون مئة ، لكن الحظوظ موزعة توزيع تفاوت بين الناس  والمجموع ثابت . 
فلذلك يجب أن نتاجر مع الله ، لأن الربح غير معقول إطلاقاً ، أنا كنت أضرب مثلاً بشكل مبسط : 
ملك قال لمعلم : علم ابني  دروساً و إياك أن تأخذ منه شيئاً ، فهذا المعلم ضيق الأفق ، ألقى الدرس على  الابن ، وطلب منه الأجرة ، والأجرة مئتا ليرة ، خمسمئة ، ألف ، الأب كان  مهيئاً له بيتاً وسيارة ، مقابل عدد من الدروس ، و لكن عندما أخذ مئتي ليرة  على كل درس وانتهى لم يعد له شيء . 
فالإنسان عندما يطلب من إنسان أجره يكون أحمقاً ، يكون ضيق الأفق ، وعندما يطلب أجره من الله يحتسب هذا العمل لوجه من الله . 
أنا أذكر أن هناك أشخاصاً  كثيرين إذا قلت له ما يلزم ؟ يقول : دعني وربي ، فكل إنسان يحتسب عملاً لله  عز وجل له أجر لا يعلمه إلا الله . 
إذاً ملخص هذا الدرس تاجر مع الله ، لا إذا فعلت الخير إذا دللت عليه لك مثل أجر فاعله ، فكيف إذا فعلته هذا شيء ثان .  
والحمد لله رب العالمين