لا ادري
أأرثي حلمي
ام غدي
ام حاضري
وماذا عساي ان اقول
أأقول الا ليت الزمان يعود
او الا ليت الماضي هو الحاضر
عندما كنا صغارا ً
كنا لا نخلد للنوم حتى نحلم بالغد ..
كنا في كل ليلة
ننتظر طيف الغد
ليمرّ بسماء أحلامنا
فنمد أيادينا الصغيرة في محاولات عابثة منا لقطف نجوم الغد ..
ولكن حين يبزغ فجر الصباح
وبعد أن نفتح أعيننا
ونميط عن أجسادنا الصغيرة لحاف الحلم
نكتشف أننا كنا فقط نحلم ..
وأننا لم نصل الغد ولم نقطف نجومه بعد فينتابنا الحزن ..
ومع ذلك في المساء وفي كل مساء نعاود الحلم ..
ذات الحلم ..
الحلم بأن نكبر ..
بأن نقطف نجوم الغد .
كنت كل ليلة أحلم بأن أكبر ..
أحلم بأن أصبح شابة جميلة وناجحة ..
كنت أغرق في تفاصيل ذلك الحلم ..
كيف سأكبر ..
كيف سأبدو حين أكبر ..
وماذا سأكون أنا حين أكبر ؟
ويكبر الحلم وأغرق في تفاصيله ..
وأتوه في طرقاته
وتشعباته
فيصبح حلمي مهترئا ً من حجم التغييرات والتعديلات التي أجريها عليه كل ثانية
فأضطرعندها للملمة الحلم في حجري
وأعادة هيكلته من جديد .
اليوم كبرت ..
كبرت جدا ً ..
كبرت خارج إطار الحلم أو الأحلام التي كنت أعدها كل ليلة في منامي ..
لم يكن نفس الحلم ..
لكنني كبرت ..
ولم أعد أحلم بالغد
بل أصبحت أحلم بالماضي ..
الماضي الذي انتهيت منه ..
الماضي الذي حُفرت طرقاته وشوارعه في قلبي وعقلي
ولم يعد لي الحق في إعادة رسمه أو هيكلته
كما كنت أفعل بذلك الحلم ..
لذلك
في كل ليلة أصبحت أنادي على الحلم قبل النوم
وأرسم له دمعة عالقة في ظل الجفون
قبل أن تغرق هي الأخرى في سبات مميت ..
دمعة .. دمعتان .. دموع .. لا يهم ..
فالماضي كان كبيرا ً وجميلا ً وغنيا ً يستحق أنهارا ً من الدموع
وليس دمعة معلقة بين الأهداب في ظل الجفون ..
ويبقى سؤال حائر بلا إجابة يجول في خاطري ..
يقض مضجعي ويؤرق منامي
لماذا ..
لماذا لم أعش ذلك الماضي ..
لماذا لم ألتفت إليه في حينها ؟
لماذا غرقت في حلم الغد
وتفاصيل الغد
طالما أن الغد قادم لا محالة ؟
لماذا أغفلت يومي ..
نهاري ..
ليلي ؟