اليوم الثاني من أيلول... من رمضان

يوم خاص, وأنا موجود حالياً في مكان قريب جداً منك, وبعيد جداً عنكِ. وأتذكر قصة للكاتب المصري »موسى صبري« اسمها »حادثة النصف متر«. وتروي »حدوتة« عن رجل وامرأة التقيا وقوفاً, ودون سابق معرفة, في باص مزدحم من باصات النقل العام. يحدث هذا كثيراً في »القاهرة«. ويحدث عندنا ايضا: رجل وامرأة يقفان وجهاً لوجه على مساحة لا تزيد عن متر في باص مزدحم. ويؤدي تدافع الركاب الى اقتراب جسديهما في ما يشبه العناق مرّة تلو الاخرى. ويشعر كل منهما بالآخر: حرارة الآخر. ويعرف كل منهما ان الطرف الثاني سعيد بما يجري. ويتمنى ان تدوم رحلة الباص الى الأبد.

اليوم الثاني من أيلول, وهو يوم خاص. وهو اليوم الاول لي في مكان يبعد عنكِ نصف متر فقط: هناك قوة تدفعنا الى الاقتراب اكثر فاكثر. لا تقولي انهم الركاب الذين يتدافعون حولنا في الباص. لسنا في باص اصلاً. كل ما في الامر اننا في حفل توزيع طرود »تكية ام علي« في مبنى البلديه القديم بالعقبه نلتصق جنباً الى جنب دون مادة تساعد على ذلك. وعبثاً نحاول تفكيك بعضنا في »هذا الجو الايماني« والجميع اخذ ؟؟؟ ... وابو جريد اخذ؟؟؟؟ وراحت على ابو قنوه ..؟؟؟ لا ما راحت على ابو قنوه ..؟؟؟ لانه اخذ في العمره ..؟؟؟ ما في حد احسن من حد وهناك الاجر عظيم مو زي هون ؟؟؟؟

والكل مدعو يوم الوقفه من اجل الالتصاق لتوزيع بطاقات شحن الشرف والكرامه!!!
فئة كل شي بعشرة قروووووش .