|  27-04-2010, 19:23 | رقم المشاركة : ( 13 ) | 
	| 
 
 
			
	
			| لوني المفضل : 
		
		#360000 |  
			| رقم العضوية : 
		2 |  
			| تاريخ التسجيل : 
		28 - 9 - 2007 |  
			| فترة الأقامة : 
		6608 يوم |  
			| أخر زيارة : 
		18-09-2023 |  
			| المشاركات : 
		22,199 [
		
		+ ] |  
			| عدد النقاط : 
		11001 |  
			| الدوله ~ |  
			| الجنس ~   |  
			|  |  | 
				 رد: يانفسي صبرا .... 
 
 
 
 
  
 
 ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه  وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على  راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى  شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة  عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من  شدة الفرح – \"
 
 سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في  مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين  أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه  تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف  متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير  والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على  عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت  نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن  يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما  جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
 
 فتأمل قول الأم : لا  تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
 وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \"  وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
 فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب  إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
 فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في  الأرض المهلكة بعد اليأس منها .
 
 حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها , وإياك والتسويف  والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت  الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة  لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل  الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع  فلا يجيبك .
 لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن  يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب  فرض على الفور , ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب  من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير , وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل  عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر .
 
 ومن موجبات التوبة الصحيحة : كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب ,  تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة , قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته  بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا ,
 فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته . وليرجع إلى تصحيحها , فما أصعب  التوبة الصحيح بالحقيقة , وما أسهلها باللسان والدعوى.
 
 فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة , ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله  عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم  يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم  يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب . قال  :\"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \"
 وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم  يعود , ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا  تملوا من الاستغفار .
 
 إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب
 
 وان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال : ثالث ثلاثة .  فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) وإذا كدت تقنط من رحمته فان  الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة : ( إن الذين فتنوا  المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )
 
 | 
| 
 
 | 
	|  |   |