اليهود .. المنظمات ، النظريات و الحركات السرية !
عبر مر العصور ، أحس الإنسان و لا يزال أن هذا العالم يمشي وفق أهواء كثير من الأشخاص المتفرقين في مناطقه ، و إذا كنا نحن المسلمين نؤمن أن الله تعالى يقدر الأقدار ، فنعلم أيضا أنه تبارك و تعالى أخبر عن هذه الفترات التي سيستقوي فيها اليهود ، و جمعياتهم السرية ، بل و أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم ، و أخبر أن فتنة الدجال الأعور ستبدأ و تنتهي من دروب اليهود ، و ما من عاقل اليوم ، إلا و يقر أن العالم بأسره يهيأ الآن لهذه الفتنة الكبيرة و الخطيرة ، نسيج العالم يحاك بأيدي اليهود ، الذين في نفس الوقت يحاولون إيهام العامة ، و المشككين في أعمالهم من أمثالي ، أن ما نكتب عنهم و عن خططهم ، ما هو إلا ضرب من الخيال العلمي ، و أننا نكتب من فراغ ، و أننا ننظر لعداء السامية ، و أننا ضد الأديان ، و الحقيقة أن اليهود اليوم في أكبر قوة لهم منذ بداية تاريخهم ! بل و أكاد أجزم أنهم الآن يتحكمون في مصائر شعوب بأكملها ، طبعا بأقدار ربانية حكيمة ، و ما هذا التحكم سوى قرب من الهاوية التي ستبتدئ بخروج الأعور ، و ستنتهي بنزول عيسى ابن مريم عليه و على نبينا الصلاة و السلام
تأمل معي أخي الحبيب كلام من أوتي جوامع الكلم :
" يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة "
فاليهود منذ بداية تاريخهم نقضوا العهود مع رب الأرض و السماء ، و قتلوا الأنبياء ، كان منهم من آمن بنبي الله موسى عليه الصلاة و السلام ، و منهم من يدخل الجنة ، و هم من آمنوا برسالة موسى عليه الصلاة و السلام و ماتوا على ذلك ، أما ما يسمى اليوم باليهودية ، فهو خليط من أفكار الأحبار المسمومة ، و تلاعبات أصحاب الأهواء التي دلست ، و حرفت في التوراة !
من أجل ذلك كله ، نوضح الآن إخواني هذه الحركات السرية ، و المنظمات الهدامة التي تعمل في صمت ، حتى إذا جاءت ساعة الصفر انطلقت من عقال !
نعم خبثهم شديد ، و مكرهم أشد ، غير أنهم يمكرون و يمكر الله ، أرأيت أخي الحبيب من كان الله خصيمه هل يفلح ؟ هيا بنا إذا نتعرف على أهم المنظمات السرية اليهودية و أكثرها انتشارا في العالم بصفة عامة ، و على أرض المسلمين بصفة خاصة ، سائلين المولى تبارك و تعالى التوفيق و السداد
أولا : يهود الدونمة :
هم جماعة من اليهود ، أظهروا الإسلام و أبطنوا اليهودية ، للكيد للمسلمين ، و سكنوا منطقة الغرب من آسيا الصغرى ، كما و أسهموا في تقويض الدولة العثمانية و إلغاء الخلافة الإسلامية عن طريق انقلاب جماعة الإتحاد و الترقي ، و لا يزالون إلى الآن يكيدون للمسلمين ، و لهم براعة في مجالات الثقافة و الإقتصاد و الإعلام لأنها هي وسائل السيطرة على المجتمعات ، أما عن التأسيس و الشخصيات ، فالشخصية الأولى هو مؤسس هذه الجماعة ، و يدعى سباتاي زيفي ، و هو يهودي إسباني الأصل تركي المولد و النشأة ، و كان ذلك في عام 1648 للميلاد ، حين أعلن أنه مسيح بني إسرائيل و مخلصهم الموعود ، و اسمه الحقيقي موردخاي زيفي ، و عرف بين الأتراك باسم طرامنشه ، استفحل خطره ، فاعتقلته الحكومة العثمانية ، و ناقشه العلماء في ادعاءاته ، و لما عرف أنه تقرر قتله ، و أفتى العلماء بقتله أظهر رغبته في الإسلام ، و تسمى بعد ذلك باسم : محمد أفندي ، وواصل دعوته الهدامة من موقعه الجديد كمسلم ، و أمر أتباعه أن يظهروا الإسلام و يظلوا على يهوديتهم في الباطن ، ثم طلب من الدولة السماح له بالدعوة في صفوف اليهود ، و فعلا سمح له بذلك ، فعمل بكل خبث ، و استفاد من هذه الفرصة العظيمة للنيل من الإسلام ، ثم اتضح للحكومة التركية بعد 10 سنوات أن إسلام سباتاي كان شكليا فقط ، فنفته الدولة العثمانية إلى ألبانيا حيث هلك ، و أطلق الأتراك على أتباع هذا الخبيث إسم الدونمة ، و هي مشتقة من المصدر التركي دونميك ، بمعنى العودة و الرجوع .
و برزت في هذه الجماعة أيضا شخصيات أخرى ، نذكر هنا منها ما يلي :
إبراهام نطحان : كان رسول سباتاي إلى الناس ، و هو يهودي خالص
جوزيف إيلوسوف : و هو خليفة سباتاي ، ووالد زوجته الثانية ، كان يتحرك باسم عبد الغفور أفندي
مصطفى جلبي : رئيس فرقة القراقاش ، و هي من ضمن 3 فرق تفرقت عن الدونمة
أما عن أفكار و معتقدات هذه الجماعة ، فيعتقد يهود الدونمة أن سباتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود ، و يقولون إن جسد سباتاي صعد إلى السماء ، فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب و العمامة ليكمل رسالته ، كما أنهم يظهرون الإسلام و يبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على المسلمين ، و لا يصلون و لا يصومون ، و لا يغتسلون من الجنابة ، و قد يظهرون بعد الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلا إيهاما و خداعا للمسلمين ، و مراعاة لتقاليد الأتراك ذرا للرماد في عيونهم و محافظة على مظهرهم كمسلمين ، كما يحرمون مناكحة المسلمين ، و لا يستطيع الفرد المسلم التعرف على أفكار الطائفة و معتقداتها إذا لم يتزوج منهم ، و إذا فهي جماعة منغلقة ، و لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها :
الإحتفال بإطفاء الأنوار و ارتكاب الفواحش ، و يعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون ، و يكتسبون نوعا من القدسية بين أفراد الدونمة ، و لهم أزياء خاصة بهم ، فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء و الرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء ، و يحرمون المبادرة بالتحية بغيرهم ، كما يهاجم يهود الدونمة حجاب المرأة و يدعون إلى السفور و الإنحلال من القيم ، و يدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا بها الأمة و شبابها .
أما عن الجذور العقائدية و الفكرية ليهود الدونمة ، فعقيدتهم يهودية صرفة ، و بالتالي فهم يتحلون بالصفات الأساسية لليهود كالخبث و المراوغة و الدهاء و المكر و الكذب و الجبن و الغدر و ضرب الإسلام من الداخل و الخارج ، و لهم علاقة قوية وطيدة بالماسونية ، التي تكلمنا عنه بحول الله تعالى في موضوع مدخل إلى مداخل النهاية ، و التي سنتكلم عنها أيضا في هذا الموضوع ، فقد كان كبار يهود الدونمة من كبار الماسونيين ، و يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية ، كما يمتلكون و يديرون أكثر الجرائد التركية انتشارا ، مثل جريدة حريت و مجلتي : حياة و التاريخ و جريدة جمهوريت ، و كلها تحمل اتجاهات يسارية و لها تأثير واضح على الرأي العام التركي ، و الغالبية العظمى من يهود الدونمة يوجدون الآن في تركيا ، و ما يزالون يملكون فيها وسائل السيطرة على الإعلام و الإقتصاد ، و لهم مناصب حساسة جدا في الحكومة ، و كانوا وراء إنشاء جماعة الإتحاد و الترقي ن و التي كان جل أعضائها منهم ، كما ساهموا من موقعهم هذا في علمنة تركيا المسلمة ، و جعلها دولة علمانية و سخروا كثيرا من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم الخبيثة