كما أن  للمسلمين صلاة يتقربون بها إلى الله تبارك و تعالى ،  فلليهود أيضا صلاة  خاصة بهم ، نذكرها هنا على النحو التالي :
أولا صلاة الفجر ، و تسمى صلاة  السحر و  بالعبرانية يطلق عليها : 
شحاريت ، shehareet 
ووقتها كما حددته المنشا ، حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط   الأزرق إلى ارتفاع عمدة النهار  
ثانيا : صلاة نصف النهار أو القيلولة و بالعبرانية : 
Menhet –  
منحت 
و تجب عندهم عند انحراف الشمس عند الزوال إلى   ما قبل الغروب  
ثالثا : صلاة المساء و الغروب ، و بالعبرانية  
عربيد   
aarbeed  
ووقتها منذ غروب الشمس عند الأفق إلى أن يحل   الليل و هو ما يقابل عند المسلمين صلاة العشاء  
   و لصلاة   اليهود أيضا طريقتها ، حيث تبدأ بشيء يشبه الوضوء عند المسلمين ، و هو غسل   اليدين فقط ، ثم يوضع الشال الصغير على الكتفين ، أو الشال الكبير في   الصلاة التي تقام جماعة في المعبد أيام السبت و الأعياد ، و هذا الشال يكون   من نسيج أبيض مستطيل أو مربع ، و في كل زاوية من زواياه حلية مكونة من 8   أهذاب أو خيوط ، أربعة بيضاء و أربعة زرقاء رمزا للتعرف على طلوع الفجر   بتمييز الخيط الأبيض من الخيط الأزرق عندهم ، و لهذا الشال طهارة خاصة عند   اليهود ، أهمها أنه لا تلمسه النساء عندهم أبدا ، و يخصص له مكان مميز   بالمنزل ، و يجب على اليهودي أن يلبسه عن بلوغ سن التكليف بالعبادة و هي 13   سنة ، و يبقى عنده إلى أن يموت فيكفن عادة فيه !! 
    
   و الصلاة اليهودية يجب فيها تغطية الرأس و هي   عموما تعبير عندهم عن الإحترام ، إذا ذكروا في كتبهم المقدسة إسم الله ،   أو قابلوا عظيما من العظماء
  ******** و   كذلك يلبسون شيئا يسمى (( التفلين )) ، و هي   عبارة عن علبة صغيرة من الخشب أو من الجلد محفوظة بداخلها رقعة من جلد   الغزال مكتوب فيها قراءة السماع أي قراءة من التوراة ، و هذه العلبة مثبثة   في شريط من الجلد و يجب وضعها عند الصلاة في وسط الجبهة ، بحيث يربط شريط   الجلد فوق الرأس و حوله و فوق الجبهة و توضع واحدة أخرى على الكف اليسرى   بحيث يلف شريطها حول اليد و تكون العلبة مثبتة عند أصل الإبهام ، و إذا كان   المصلي يستعمل يده اليسرى وجب عليه أن يربطها على الكف اليمنى
  و على كل سنعود لنتكلم عن التفلين   بتفصيل أكثر فيما بعد .
    
   يزعم اليهود أن أرواحهم جزء من الله تبارك   و تعالى و أنهم عند الله أرفع من الملائكة و أن من يضرب يهوديا فكأنما  ضرب  العزة الإلاهية ، كما يعتقد اليهود أنهم مسلطون على أموال باقي الأمم و   نفوسهم ، لأنها في الواقع أموال اليهود ، و إذا استرد الإنسان ماله فلا  لوم  عليه ! و أن الناس إنما خلقوا لخدمتهم و من أجلهم ، و لليهودي إذا عجز  عن  مقاومة الشهوات ، أن يقدم نفسه إليها و يعتقدون أن الجنة لا يدخلها  إلا  اليهود ، و إلا من كان يهوديا ، أما فيما يتعلق بموقف اليهود من غيرهم  ،  فيعتقدون أن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية ، و شبيهة بأرواح  الكلاب و  الحيوانات ، و أنهم مثل الحمير أكرمكم الله تعالى ، و إنما خلقوا  على هيئة  الإنسان ، حتى يكونوا لائقين لخدمة اليهود ، و لا يجوز لليهودي  أن يشفق على  غير اليهودي و لا أن يرحمه و لا يعينه ، بل أنه توجب عليه أنه  إذا وجده  واقعا في حفرة سدها عليه ، كما لا يجوز لليهودي أن يرد لغير  اليهودي ما فقد  منهم ، أو يقرضه إلا بالربا و يزعمون أن الله تبارك و  تعالى أمرهم بذلك  تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، و كذلك الزنا بغير  اليهود جائز عندهم و  لا عقاب عليه ، و على اليهودي أن يسعى لقتل الصالحين  من غير اليهود ، كما و  يعتقدون أن جميع الناس من غير اليهود مأواهم النار و  القار أي جهنم بزعمهم  ، و أنها _ أي جهنم _ أوسع من الجنة بستين مرة
   أما عقيدة   اليهود في المرأة ، فإنهم يعتقدون أن إتيان زوجات الأجانب جائز ، و  استنتج  من ذلك الحاخام رشا أن اليهودي لا يخطئ إذا تعدى على عرض الأجنبي  لأن كل  عقد نكاح عند الأجانب فاسد ، ولأن المرأة إذا لم تكن من جنس بني  إسرائيل  فهي كالبهيمة ، و العقد لا يكون مع البهائم و ما شاكلها ، و قد  أجمع على  هذا الرأي كثير من الاخامات ، و منهم بيشاي ، و ليفي و لورسن ،  فلا يرتكب  اليهودي محرما إذا أتى امرأة نصرانية و من باب أولى المرأة  المسلمة كما  أفتى بذلك الحاخام الكبير ميمانوت ! و هنا أتعجب جدا حينما  أرى أن  الحاخامات يخرجون بهذه الفتاوى على الهواء مباشرة ، واضح عداءها و  شرها  المستطير ، و لا يزال عدد من المسلمين يدافع عنهم ! 
  و بعد الزواج عند اليهود تعد المرأة   اليهودية مملوكة لزوجها ، و مالها ملك لزوجها ، و لكن لكثرة الخلافات و   المشاكل فقد أقبعد ذلك أن تملك المرأة اليهودية رأس المال و الزوج يملك   المنفعة !
  لليهود أيضا تقاليدهم في الطعام و الشراب و   من ذلك أنه يحل من الحيوانات ذوات الأربع كل ما له ظلف مشقوق و ليست له   أنياب و يأكل العشب و يجتر ، فالخيل مثلا و البغال و الحمير تحرم لحومها   لأنها ليست ذات أظلاف مشقوقة و كذلك الجمل لأنه ذو خف لا ظلف و يحرم   الخنزير أيضا بسبب أن له ناب ، كما تحرم السباع كلها عند اليهود لأنها ذ ات   مخالب و أنياب ، و لحم الأرانب حرام على اليهود و ما يتصل بها من القوارض   آكلة العشب لأنها ذا أظافر لا أظلاف مشقوقة ، و يحرم من الطيور كل ما له   منقار معقوف أو مخلب أو كان من أوابد الطير التي تأكل الجيف و الرمم فيحرم   عند اليهود أكل الصقر و النسر و البومة و الحدأة و الببغاء لكونها ذات  مخلب  ، و يحرم أكل الغراب و الهدهد و نحوها خوفا من الخطر و لأنها من  أوابد  الطير التي لا يعرف ماذا تأكل ، و يحل أكل الدجاج و الإوز و البط  عند  اليهود و نحوها من الطيور الأليفة التي يمك تربيتها في البيوت و  الحقول ،  كما يحل عند اليهود أكل السمان و العصافير البرية آكلة العشب و  الحب ، و  يشترط اليهود في حيوانات التي تذبح للأكل أن تون سليمة من العطب و  من  الجروح و الكسور و الأمراض و أن تذبح من منحرها ، بعد تلاوات البركات   اليهودية ، أما عند الأحياء المائية عند اليهود ، فيحل منها السمك الذي له   زعانف و عليه قشور و فيما عدى ذلك فكل صيد البحر حرام ، فممنوع على  اليهود  مثلا أكل الأسماك الملساء ، كما يحرم على اليهود أكل الإخطبوط ، و  الجنبري  أو الربيان ، و السرطان ، و لا يجوز لليهودي الجمع بين اللحم و  اللبن و  الحليب أو أي شيء يمت إليه بصلة في طعام واحد ، فحرام على اليهود  طبخ  اللحوم في السمن أو الزبدة ، بل يجب أن تطبخ في زيوت نباتية ، و حرام  أن  يتناول اليهودي اللحم و الجبن أو الزبدة أو اللبن أو نحوها في وجبة  واحدة ،  بل حرام أن يوضع اللحم في إناء كان قد وضع فيه لبن أو جبن من قبل  أو أن  تستعمل سكين واحدة في تقطع اللحوم و تقطيع الأجبان ، فكل هذا محرم  عند  اليهود ، و لذلك يتعين على كل يهودي متمسك بشريعته ، و على كل مطعم  يهودي  يهتم بأن يكون ما يقدمه حلالا أن يتوفر له مجموعة من الآنية و  الصحون و  أدوات المطبخ مخصصة للحوم فقط و توضع في مكان محدد و آنية مخصصة  للألبان و  الأجبان و مشتقاتها و لها كان منعزل أيضا ، كما يحرم على اليهود  خلط  الأنبذة و الخمور
 ولبيت المقدس أيضا قدسية عند اليهود ، فيجب على كل يهودي ذكر   رشيد ، أن يزور بيت المقدس مرتين في العام و أن يبقى به أسبوعا كل مرة ، و   يبدأ الأسبوع يوم الجمعة و تقام خلاله احتفالات يحضرها الوافدون و  يتزعمها  الكهنة و اللاويون ، و يكون القصد من هذه الزيارة إتاحة الفرصة  لليهود أيا  كانت مناقهم أن يتعارفوا فيما بينهم ، و تكثر الأعياد عند  اليهود و منها ما  يتصل بالأحداث التاريخية ، و منها ما يتصل بمواسم  الزراعة و الحصاد ، و  منها ما يتصل بالهلال و التوبة أو التكفير عن الذنوب  ، و قد وردت هذه  الأعياد بكثرة في الإصحاح الثالث و العشرين في سفر  التكوين ، و هنا نذكر  بعضا من أهمها :
      
 
 
 عيد  الفصح : و هو  يوم الذكرى لخروج إسرائيل من مصر و من العبودية التي  كانوا يخضعون لها ، و  يقول اليهود أن هذه الذكرى لا يمكن أن تنسى فقد جاء  الرب بنفسه دون أن  يكتفي بملائكته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، و  يزعمون أنه قاد شعبه  المختار و أخرجهم من إطار العبودية ، و كان خروجهم  سريعا ، فلم يستطيعوا أن  يعدوا خبزهم كالعادة ، و إنما أعدوه فطيرا دون أن  يختمر ، و على هذا ففي  عيد الفصح الذي يستغرق الأسبوع الثالث من شهر  إبريل يكون طعام اليهود خبزا و  فطيرا غير مختمر و يبدأ هذا الأسبوع و يختم  بحفلين مقدسين و فيهما تتلى  أدعية و تقام صلاة و تحرق قرابين 
 
 
 
 عيد الهلال الجديد : يلقى الإحتفال  بالهلال الجديد  عناية كبيرة في العقيدة اليهودية و يسمى أيضا بعيد النفير  لأن الأبواق كانت  تستعمل للإخبار عن ظهوره ، و كان الناس يتبارون في رؤية  الهلال و محاولة  السبق في الكشف عنه ، و كان الذي يراه أولا يسارع إلى بيت  المقدس ليخبر  بذلك الكهنة ، و أحيانا كان يقام سباق بين الذين رأوا  الهلال و كل منهم  يحاول أن يكون له السبق ، و عندها ينفخ في البوق إعلانا  للشهر الجديد و  تشعل النيران على جبال الزتون و عندما يراها سكان التلال  البعيدة يشعلون  بدورهم النيران على تلالهم 
 
 عيد يوم السبت : فيوم السبت هو من   الأيام المقدسة عند اليهود و الذي يجب مراعاته مراعاة تامة ، فلا يجوز   لليهودي الإشتغال فيه ، و من خالف حرمته بالإشتغال فيه يكون قد ارتكب جرما   عظيما و مما ورد في كتابهم المقدس عن يوم السبت ما نصه :
 تحفظون السبت لأنه مقدس لكم من دنسه يقتل قتلا
 عيد يوم التكفير : هو يوم في العام يحاول فيه اليهودي   أن يعبد الله لا كإنسان بل كملاك بزعمهم ، فعلى اليهودي أن يعيش هذا  اليوم  كما تعيش الملائكة في صوم جاد و عبادة دائمة ، و هذا اليوم يسبق  بتسعة  أيام تسمى : أيام التوبة ، و في اليوم العاشر يوم الصوم و العبادة  تكمل  طهارة اليهود و تغفر لهم سيئاتهم على الماضي كما يزعمون ، و يستعدون   لاستقبال عام جديد ، و تقع هذه الأيام في الشهر السابع من شهور السنة   اليهودية 
 عيد المضلات :   و يقع في شهر اكتوبر ، حين يحتفل اليهود في العالم بعيد المضلات أو ما   يطلق عليه أيضا بعيد الخيام ، و في هذا العيد يذهبون إلى المعبد حاملين   السعف و أغصان الشجر ، و في الطريق يقيمون الخيام ، أو أكواخا من القش ،   يمضون به أياما ، رمزا منهم إلى الأيام الطويلة التي قضوها في فترة التيه   مع موسى عليه الصلاة و السلام ، و ليست لهم بيوت ثابتة ، حيث كان لهم بيوت   من الأغصان وورق النخل وهم يذهبون إلى المعبد لشكر الرب أن أنهى عنهم حياة   المكابدة و منحهم الإستقرار ، و يمتد هذا العيد 10 أيام و يكون آخر يومين   فيه حافلين بالبهجة و السرور و الرقص و شرب الخمور بكافة أنواعها !!