اليهود  ، العقائد و مصادر التلقي
    لليهود مصادر يستمدون منها فكرهم و  عقائدهم و منهجهم ، و  تتلخص في التوراة و الكتب الملحقة بها و التلمود ، و  يضاف إليها  البروتوكولات لدى الصهاينة في العصر الحديث ، و سنتحدث عن كل  مصدر من هذه  المصادر بشيء من التفصيل إن شاء الله تعالى 
  المصدر الأول : التوراة 
 
 
 
التوراة كلمة عبرانية معناها الشريعة أو الناموس و يراد بها عند اليهود ،   خمسة أسفار ، يعتقدون أن موسى عليه السلام قد كتبها بيده ، و يطلقون عليها   أيضا البنتاتوك ، نسبة إلى بنتا ، و هي كلمة يونانية تعني خمسة أي الأسفار   الخمسة المكونة للتوراة و هي 
 
أولا : سفر التكوين ، و يتحدث عن خلق السماوات و الأرض و آدم عليه السلام و   لأنبياء ، إلى موت يوسف عليه السلام
 
 
 
ثانيا : سفر الخروج : و يتحدث عن قصة بني إسرائيل من بعد موت يوسف عليه   السلام إلى حين خروجهم من مصر ، و ما حدث لهم بعد الخروج مع موسى  السلام
 
 
 
ثالثا : سفر اللاوين ، و يطلق عليه هذا الإسم نسبة إلى بني لاوي و هو سبط   من أسباط بني إسرائيل ، كانوا مكلفون بالمحافظة على الشريعة و تعليمها   الناس ، و يتضمن هذا السفر أورا تتعلق باللاويين و بعض الشرائع الدينية 
 
رابعا ، سفر العدد : و يتضن توجيهات و حوادث وقعت في بني إسرائيل بعد   الخروج
 
 
 
خامسا : سفر التثنية و يعني إعادة الشريعة و تكرير الأوامر و النواهي عليهم   مرة أخرى ، و ينتهي هذا السفر بقصة موت موسى عليه السلام و قبره و  مكان  دفنه 
 
 
المصدر الثاني : التلمود
 
 
 
يتضمن التلمود ديانة و آداب و ديانة اليهود و يتكون من جزئين :
الجزء الأول و هو المتن و يسمى المشنا و هي كلمة عبرانية تعني : المعرفة و   الشريعة المكررة ، و الجزء الثاني و هو الشرح و يسمى الكامارا و هي كلمة   عبرانية أيضا معناها : الإكمال .
 
 
 
و التلمود هو الشريعة و الأوامر التي كان يتناقلها الحاخامات الفيريسيون من   اليهود سرا جيلا بعد جيل ، ثم إنهم لخوفهم عليها من الضياع دونوها و كان   ذلك في القرنين الأول و الثاني بعد ميلاد المسيح عليه السلام ، و  أطلق  عليها اسم المشنا ، و في ما بعد شرحت هذه الأخيرة و سميت كامارا ، و  ألفت  هذه الشروح في فترة طويلة امتدت من القرن الثاني بعد الميلاد ، إلى  أواخر  القرن السادس بعد الميلاد. 
تعاقب على شرح المشنا حاخامات و كهان اليهود ثم سمي فيما بعد المتن و   الكامارا في كلمة جامعة و هي التلمود . و ما كان عليه شرح و تعليقات   حاخامات بابل سمي تلمود بابل ، و ما كان عليه شرح و تعليقات حاخامات فلسطين   ، سمي بتلمود فلسطين ، و التلمون يقدسه و يعظمه الفيريسيون من اليهود ، و   باقي الفرق اليهودية كما أسلفنا لا تؤمن به ، و يعتقد الفيريسيون أن ه   قدسية و أنه من عند الله عز و جل بل يرون أنه أقدس من التوراة ، و يقولون   فيه ما نصه :
 إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة   عليها ، و من درس المشنا فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها ، و من درس   الكامارا فهو على أعلى فضيلة
  
  فالتلمود على ذلك له قدسية و   تأثير على نفسية اليهود الفيريسيين المفسدة 
  المصدر الثالث : و هو أخطرها ، و هي   بروتوكولات حكماء صهيون 
 
 
 
و هي جمع كلمة بروتوكول و معناها بالإنجليزية ، محضر أو مؤتمر ، و المراد   ببروتوكولات حكماء صهيون : الوثائق لمحاضرة ألقاها زعيم صهيوني على مجموعة   من الصهاينة ، ليستأنسوا و يستعينوا بها على السيطرة على العالم و ثرواته و   حكامه ، و يرج تاريخ هذه الوثائق إلى المؤتمر الذي عقد في مدينة بال   بسويسرا ، عام 1897 لميلاد المسيح عليه  السلام ، و حضر إلى هذا  المؤتمر  نحو 300 من أعتى الصهاينة في العالم و الذين يمثلون خمسين جمعية  يهودية و  صراحة لا يعرف لها إلى الآن كاتب معين ، و المراد منها إطلاع  الصهاينة عى  الخطة التي بها سوف يستولي اليهود على باقي العالم ، واكتشفت  هذه الوثائق  في عام 1901 للميلاد ، و ذلك عبر امرأة فرنسية كانت قد اطلعت  عليها ،  أثناء اجتماعها بزعيم من أكبر رؤساء الصهيونية العالمية ، في وكر  من أوكار  الماسونية السرية في باريس ، و استطاعت هذه المرأة أن تختلس بعضا  من هذه  الوثائق و تفر بها ، و هي الموجودة الآن في العالم أجمع ، ثم وصلت  هذه  الوثائق بعد ذلك إلى رجل يدعى أكلس نيقولافيتش ، وهو كبير أعيان روسيا   الشرقية في عهد القيصرية ، وكانت روسيا آنذاك تشهد حملات شديدة على اليهود   بسبب فسادهم و مؤامراتهم ، فلما رآها هذا الرجل ، أدرك خطورتها على بلاده و   على العالم أجمع ، فدفعها إلى صديق له روسي أديب اسمه : سيرجي ميلوس   فدرسها هذا الأخير و تبين خطورتها و ترجمها بعد ذلك إلى اللغة الروسية ، ثم   طبع الكتاب لأول مرة باللغة الروسية في عام 1902 للميلاد ، و كانت نسخا   قليلة ، فلما رآها اليهود جن جنونهم ، و حملوا ضد الكتاب حملات مسعورة ،   مجنونة ، و رأوا أن نجاتهم من التهم المنسوبة إليهم في ذلك الكتاب هو في   التنصل منه ، غير أن الوقائع كانت تشهد على صدقه ، عندها حملت عليهم روسيا   القيصرية بسببه حملة شديدة جدا حتى قتل منهم في أحد المذابح حوالي 10000   يهودي ، ثم طبع الكتاب مرة أخرى في سنة 1905 للميلاد ، و نفذت هذه الطبعة   أيضا بشكل سريع جدا ، و بوسائل خفية ، لكون اليهود جمعوا النسخ من الأسواق و   حرقوها ، و طبع أيضا عام 1911 للميلاد ، فنفذت نسخه أيضا على النحو  السابق  ، و في 1917 طبع أيضا فصادره الشيوعيون اليهود لأنهم كانوا قد  استلموا  زمام الحكم في روسيا بعد أن أسقطوا الدولة القيصرية ، و قد كانت  نسخة من  النسخ الروسية قد وصلت إلى المتحف البريطاني في لندن ، و ختم  عليها بخاتمه  حتى 196 للميلاد ، و بقيت هذه النسخة حتى الإنقلاب الشيعي في  روسيا سنة  1917 للميلاد ، فطلبت جريدة المورنينغ بوست من مراسلها فيكتور  ماتسن أن  يوافيها بأخبار الإنقلاب فقام بالإطلاع على عدة كتب روسية ، و  كان من بينها  كتاب البروتوكولات الذي كان بالمتحف ، فحين عرفها و أدرك  خطرها ، عكف على  ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ، ثم نشرها ، و طبعت خمس  مرات ، كان آخرها  سنة 1921 للميلاد ، ثم لم يجرأ ناشر في دولتي بريطانيا و  أمريكا على نشرها  بعد ذلك ، بسبب تغلغل اليهود النافذ في الدولتين  المذكورتين ، و رغم  محاولات اليهود احتواء الكتاب ، إلا أنه طبع بلغات  مختلفة و بنسخ كبيره جدا  .
  نتلكم  الآن إخواني عن العقيدة اليودية
 و التي  ظلت و لا زالت غامضة عند الكثير من شباب الإسلام ،  بل و عند كهولهم أيضا ،  نعلم جيدا أن العداء بين اليهود و المسلمين قديم  قدم الدعوة الإسلامية  الأولى و منذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ، غير  أنه من اللازم على كل  مسلم أن يعرف عقيدة القوم ، فمن علم عقيدتهم أمن  الكثير من مكرهم ! 
 لا يختلف اثنان ، من  المسلمين طبعا ، أن موسى عليه  الصلاة و السلام قد جاء بالشريعة من عند رب  العالمين تبارك و تعالى خالصة  نقية ، إلا أن اليهود بدلوا بعده و طالت يد  التحريف ، جميع النواحي فيها ،  حتى فيما يتعلق بالذات الإلاهية حيث وصل  تحريفهم إلى الطعن في الله جل و  علا ، و قد ذكر الله تعالى شيئا من جرأتهم  عليه سبحانه و تعالى عما يصفون  علوا كبيرا فقال : 
  [IMG]http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/5/64/1.***[/IMG]
  فما ذكره الله   تبارك و تعالى لم يصدر عنهم من فراغ ، بل هي عقيدة ، أملتها عليهم نفوسهم   الخبيثة ، و التي منها أنهم وصفوا الله عز و جل بالتعب ، تعالى الله عن  ذلك  علوا كبيرا ، فيزعم اليهود في كتابهم ، أن الله عز و جل قد تعب من خلق   السماوات والأرض فاستراح في اليوم السابع ، فقد ورد في سفر التكوين ما  نصه :  
  و  فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل ،  فاستراح في اليوم السابع من  جميع عمله الذي عمل 
  كما وصف  اليهود الله تبارك و تعالى بالجهل ، تعالى الله  عن ذلك علوا كبيرا ، حيث  زعموا أنه يجب أن توضع له علامة ليستدل بها عليهم  ، حيث قالوا أن الله  تباركو تعالى أمرهم قبل خروجهم من مصر أو يلطخو عتبة  أبوابهم العليا و  قوائمها بالدم و يعللون ذلك بقولهم في سفر الخروج ما  نصه :
  فإن الرب يجتاز  ليضرب المصريين ، فحين يرى الدم على  العتبة العليا و على القائمتين ، يعبر  الرب عن الباب ، و لا يدع المهلك  ليضرب و يدمر بيوتكم 
  كما  يعتقد اليهود أن الله عز و جل قد ندم على فعله ،  و من ذلك قولهم في سفر  الخروج ما نصه : 
  فندم الرب  على الشر الذي قال أنه سيفعله بحق شعبه
  أما عن عقيدة اليهود في  أنبياء  الله تعالى فحدث و لا حرج ، فكما يعرف كل مسلم ، فالأنبياء  هم صفوة  البشر من عباد الله ، و دعاة الخير الذين أخرجوا الناس من الظلمات  إلى  النور بإذن ربهم ، و لذلك هم قدوة البشر في جميع أعمالهم ، وهم معصومون  من  الكبائر ، منزهون عن كل نقيصة أو رذيلة ، صلوات الله و سلامه عليهم   أجمعين ، هذه عقيدتنا نحن المسلمون فيهم ، أما اليهود فلهم في أنبياء الله   تعالى نظرة أخرى ، منبعثة من واقع اليهود المنحرف العفن الفاسد ، و لهذا   سجلوا و دونوا في كتابهم ، هذه النفسية المعقدة المنحرفة ، بإلصاقهم   بالأنبياء عظائم الأمور و البلايا و النقائص نسأل الله العافية ، نذكر من   ذلك ما يلي :
 
 أولا نوح عليه السلام : فد زعم اليهود أن نوحا  عليه السلام  قد شرب الخمر و تعرى و من ذلك ما جاء في سفر التكوين قولهم :
 و  ابتدأ نوح يكون فلاحا و غرس كرما و شرب من الخمر و  تعرى 
   ثانيا : لوط عليه السلام : فقد زعموا أن لوطا  عليه السلام قد زنى بابنتيه و أنجبت  منه كل واحدة منهما ابنا ، و هذا ما  ذكروه في سفر التكوين ، الإصحاح التاسع  عشر 
 
 ثالثا :  هارون عليه الصلاة و السلام :  فيزعم اليهود أن هارون عليه الصلاة و السلام  هو الذي أمرهم بعبادة العجل و  الذبح و السجود له ، حيث ذكروا ذلك في سفر  الخروج 
 
 رابعا  عيسى عليه  السلام ، حيث  يقول اليهود في تلمودهم المحرف عن المسيح عليه  السلام ما نصه : 
 
 إن  يسوع الناصري موجود في لجات  الجحيم بين القار و النار و إن أمه مريم ، أتت  به من العسكري بن دارى عن  طريق الخطيئة ، و إن الكنائس النصرانية ، هي  مقام القاذورات و الواعظون  فيها أشبه بالكلاب النابحة