بسم الله الرحمن الرحيم
 							 							
 							 							 							الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد  							الصادق الوعد الأمين :
 							 							 							       أيها الإخوة الكرام ؛ قال تعالى :       
 							 							 							 							           أيها الإخوة الكرام ؛ ما منا واحدٌ إلا  							ويتمنّى أن يكون الله معه ، لأنه إذا كان الله معك فمن  							عليك ؟ من يستطيع في الأرض أن ينال منك ، وإذا كان  							الله عليك فمن معك ؟ ما معك أحد ، أمّا إذا كان الله  							معك ، فلو أن الأمة بأكملها اجتمعت على أن يضروك  							بشيءٍ  لم يستطيعوا ، وإذا تخلى الله عنك ، ولم يكن  							الله معك ، فأقرب الناس إليك ، ابنك الذي من صلبك ،  							زوجتك التي عشت معها أربعين عاما ، تتخلى عنك ، إذا  							كان الله معك فمن عليك وإذا كان الله عليك فمن معك ؟.
 							 							 							        إذا كان الله معك ألقى حبك في قلوب العباد ،  							وإذا كان الله عليك ألقى بغضك في قلوب العباد .
 							 							 							        يا أيها الإخوة ؛ الأقوياء يملكون القوالب ،  							لكن الأنبياء يملكون القلوب ، والبطولة الحقيقية في أن  							تملك قلوب الناس ، لا أن تملك أجسامهم ، القوي يخاف  							الناس منه ، لكن النبي يحبه الناس .
 							 							 							        لذلك ما منا واحد إلا ويتمنى أن يكون الله معه  							، ولكن هذه المعية قال عنها العلماء : إنها معيتان ؟
 							 							 							معيةٌ خاصة ... ومعيةٌ عامة ...
 							 							 							فما المعية العامة ؟ المعية العامة أن الله مع كل  							عباده ، مع الكفار ، مع الفجار ، مع الملحدين ، مع  							المنافقين ، مع العصاة ، مع المتجاوزين .
 							 							 							في قوله تعالى : "هو معكم أينما كنتم " .
 							 							 							 							مؤمن ، كافر ، مطيع ، عاصٍ ، هو معك ، بل قيامك به  							أبلغ من أنه معك .
 							 							 							         الآن دققوا ، معية الله الخاصة ، تعني  							التوفيق والحفظ ، تعني التأييد والنصر ، إذا كان الله  							معك نصرك على أعدائك ، وإذا كان الله معك وكنت في عملٍ  							وفقك فيه ، إذا كان الله معك حفظك من كل شر .
 							 							 							إذا كنت في كل حالٍ معي           فعن حمل زادي أنا في  							غنى .
 							 							فأنتم هو الحق لا غيركـم           فيا ليت شعري أنا  							مـن أنا .
 							 							 							والحمد لله رب العالمين
 					تفسير القرآن الكريم
					لفضيلة  					الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي