|  04-03-2010, 19:36 | رقم المشاركة : ( 1 ) | 
	| 
 
 
			
	
			| لوني المفضل : 
		
		#360000 |  
			| رقم العضوية : 
		2 |  
			| تاريخ التسجيل : 
		28 - 9 - 2007 |  
			| فترة الأقامة : 
		6608 يوم |  
			| أخر زيارة : 
		18-09-2023 |  
			| المشاركات : 
		22,199 [
		
		+ ] |  
			| عدد النقاط : 
		11001 |  
			| الدوله ~ |  
			| الجنس ~   |  
			|  |  | 
				 من سورة النساء.. الشفاعة – الآية 85 . 
 
 
 
 							 							بسم الله الرحمن الرحيم
 							 							
 							 							 							الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد  							الصادق الوعد الأمين . 
 							 							 							        أيها الإخوة الكرام ؛ الآية الخامسة والثمانون  							من سورة النساء ، وهي قوله تعالى :
 							 							 							 							إذا كنت أيها المؤمن سبباً في علاقةٍ أدّت إلى مفسدة ،  							فعليك وزر هذه المفسدة ، وإن كنت سبباً في علاقةٍ أدت  							إلى خير ، إلى هدى ، إلى تقى ، إلى صلاح ، إلى تحقيق  							مصالح المسلمين ، إلى التخفيف عنهم ، فَلَكَ منها نصيب  							، وإذا كنت سبباً في علاقةٍ سيئةً فعليك منها وزر ،  							لذلك فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم : "إنّا  							نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم"  							
 							 							 							 							دقق في كلمة "وآثارهم" ، فأعظم الأعمال عند  							الله هي الأعمال التي إذا مات صاحبها ، واستمرت من بعد  							موته ، تتجدد منافعها ، يتجدد ثوبها ، من هنا ، ورد عن  							النبي عليه الصلاة والسلام : إذا مات ابن آدم انقطع  							عمله إلا من ثلاث . صدقةٍ جاريةٍ . وعلم ينتفع به .  							وولدٍ صالح يدع له .
 							 							 							      لا بد مِن ضرب بعض الأمثلة ؛ لو فتحت محلاً  							تجاريًا وكل الزبائن نساء ، واستخدمتَ شابًا في ريعان  							الشباب ، فلو نشأ فسادٌ عند هذا الشاب فأنت السبب ،  							من يشفع شفاعةً سيئة يكن له كفلٌ منها ، ومن يشفع  							شفاعةٌ حسنة يكن له نصيبٌ منها .
 							 							 							        فقَبْل أنْ تتحرك ، وقبل أنْ تعمل مشروعًا ،  							قبل أنْ توظف ، قبل أنْ تعين  ، قبل أنْ تفصل ، قبل  							أنْ تعمل أي علاقة ، انتبه إلى أنك إذا كنت سبباً في  							علاقةٍ أدت إلى مفسدةٍ ، فعليك وزرُ مثل هذه المفسدة ،  							ولو دللت شابًا فاسدًا ليتزوج فتاةً طيبةً ، فأنت الذي  							دللت عليه ، فلك من هذا الزواج ، ومما ينتج عن الفساد  							منه وزر . 
 							 							 							هذه الآية أيها الإخوة : من أدق الآيات التي تجعل  							المؤمن يفكر ملياً قبل أن يقدم على عمل .
 							 							 							ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : إذا أردت إنفاذ  							أمرٍ تدبر عاقبته .
 							 							 							       يعني ... أنت نصحت صديقك أنْ يبعث ابنه إلى  							بريطانيا ، ليتعلم اللغة الإنكليزية ، فهنالك  							ببريطانيا مثلاً ، يفرزون الشاب إلى أسرة ، يسكن معهم  							ليلاً ونهاراً، فقد تكون فتاة في هذا البيت ، ويمكن  							لهذا الشاب أنْ يقع في الزنى ، وأنْ يشرب خمرًا ، أنت  							نصحت رفيقك ، ليتعلم ابنه لغة ، فبعثه إلى بريطانيا ،  							ليتلقى دروسًا وتدريبات عملية.
 							 							 							       قبل أنْ تتكلم كلمة ، وقبل أنْ تنصح ، وقبل أنْ  							تقيم علاقة ، قبل أنْ تجمع بين شخصين ، قبل أنْ تدل  							على زواج ، قبل أنْ تؤسس مشروعًا ، فقد تكون المفسدة  							في نصيحتك أو اقتراحك ، وتوجيهك لهذا المشروع .
 							 							 							       قال لي أحد إخوانا الكرام : إنّ بعض الأعمال  							تقوم مِن أساسها على معصية ، فإذا أنت ساهمت إما بمالك  							، أو بجهدك ، أو بخبرتك ، فلا تعطِ خبرتك ولا رأيك  							لمفسدةٍ تقع بين المسلمين .
 							 							 							 							"من يشفع شفاعةً حسنة يكن له نصيبٌ منها ، ومن يشفع  							شفاعةً سيئةً يكن له كفلٌ منها "،  							انتبِهْ ؛ كلمة " نصيب"غير كلمة "كفل" ، الكفالة فيها  							غرامة ، أما النصيب ففيه ربح ، ما نصيبي من أرباح هذا  							العام ، النصيب فيه ربح ، أما الكفالة ففيها مغرم .
 							 							 							هذه الآية أيها الإخوة ، تعضدها الآية الثانية .
 							 							 							 							إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم  							.. "
 							 							 							 							        آثار الأعمال ، أحياناً تشير على إنسان بتطليق  							زوجته ، فيطلِّق ، وحينها تريد المرأةُ أن تغيظ زوجها  							، فتفسد ، وتدع الصلاة ، وتسفر ، وتختلط بالرجال ،  							فأنت الذي أشرت على الصديق أن يطلق زوجته ، والآثار  							المترتبة على هذا الطلاق ، أنت أيها المشير تتحملُ  							كفلاً منها ، وبالمقابل إذا دللت إنسانًا على مجلس علم  							، دللته على خير ، على أبواب الخير ، على دفع زكاة  							ماله ، على غض بصره .
 							 							 							         فأيَّة دلالةٍ تدل بها إنسانًا تنتهي بخيرٍ  							في الدنيا أو في الآخرة فلك منها نصيب ، أروع ما في  							الإسلام ، أنك إذا دللت على خيرٍ كُتب لك أجرٌ كأجر  							فاعله ، وإذا دللت على سوء تحملت وزراً كوزر فاعله .
 							 							 							       أسس رجلٌ ملهى وناديًا ليليًا ، تقام فيه  							المعاصي بكل أنواعها ، وبعد ما افتتحه بأسبوع توفي ،  							ولا يزال النادي مفتوحًا إلى الآن ، وعلى المؤسِّس  							كِفل من كل مفاسده وخبائثه.
 							 							 							 							"إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم "
 							 							 							 							       فاحرص أيها الأخ الكريم ، أنْ تعمل عملاً  							صالحًا ، فإذا غبت عن الحياة يبقى العمل مستمرًا ، ولك  							أجر مستمر ما دام العملُ قائما .
 							 							 							       أحيانا وكلاء بعض الشركات ، قد يأتيه إنسان  							بغير علم صاحب الشركة ويشتري البضاعة ، فيأتي إشعار  							لصاحب الشركة ، سجلنا لك ثلاثين ألف دولار في حسابك ،  							وأنت لا تدري ، يوم القيامة لما يختارُ اللهُ الإنسانَ  							إلى جواره ، تكون له أعمال صالحة من هذا النوع ، أعمال  							خيرة ، فكل الثواب  يأتيه ، وتأتي نسخةٌ من هذا الثواب  							إلى من دلّ عليه .
 							 							 							         فيا أيها الإخوة الأكارم ؛ الإنسان أعطاه  							اللهُ عقلاً ، وكثير من المفاسد الاجتماعية أساسها  							نصيحة ، وأساسها دلالة ،و أساسها خبرة ، وأساسها إغراء  							، وأساسها تحميس ، فقبْل أن تغري ، قبل أن تشير ، قبل  							أن تقترح ، قبل أن تدل ، قبل أن تفعل شيئاً ، دقق أن  							هذا العمل إذا ظهرتْ منه مفسدة فعليك من هذا العمل وزر  							، وإذا دللت على خيرٍ فلك من هذا العمل نصيبٌ من  							أرباحه .
 							 							 							الآية الكريمة : "فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره  							ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره "
 							 							 							 							نعيد الآية مرة ثانية : "من يشفع شفاعةً حسنة  							"، الشفع الزوج ، يشفع شفاعةً ، يعني كان سبب علاقة ،  							لك صديق عنده بنت ضعيفة في الرياضيات ، فتقول له : أنا  							عندي أستاذ درجة أولى بالمادة ، فانتبِهْ ، عنده بنت ،  							فأنت جمعت رجلاً مع فتاة في خلوة ، وكل شيء قد يحصل ،  							فإنّ الذي دل على هذا العمل عليه وزرٌ من هذا العمل ،  							أضرب أمثلة من أجل توضيح الفكرة .
 							 							 							 							"فمن يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيبٌ منها  ومن يشفع  							شفاعةً سيئةً يكن له كفلٌ منها وكان الله على كل شيءٍ  							مقيتا " .
 							 							 							         يعني على كل شيءٍ مقتدرا ، يعني الله قادر  							أنْ يمنح الدال على الخير مثل أجر فاعله ، وقادر على  							أن يحاسب الدال على الشر ويعاقبه مثل عقاب أجر فاعله .
 							 							 							لذلك كما ورد في حديث قدسي : عبادي الخير بيدي  							والشر بيدي فطوبى لمَن قدَّرتُ على يده الخير ، والويل  							لمن قدّرتُ على يده الشر .
 							 							 							         هناك أشخاص مفاتيح للخير مغاليق للشر ،  							فأحيانا يقع زواج غير صحيح ، في مفسدة ، تعقبه فاسد ،  							زوجة فاسدة ، وأنت الوسيط ، فإذا كان في الأمر فساد  							فإياك أن تقترب ، شركة مبنية على التعامل الربوي ،  							شركة مبنية على موضوع لا يرضي الله عز وجل ، مطعم تدار  							فيه الخمور ، فأنت إذا كان لك نصيب في هذه الشركة فهذه  							مشكلة كبيرة ، وهذه الآية يجب أن تكون في ذهن كل أخ  							مؤمن ، قبل ما يتكلم كلمة ، قبل أنْ يدل ، قبل أنْ  							ينصح ، قبل أنْ يكون وسيطًا ، قبل أنْ يكفل كفالة  							مصرفية مثلاً ، قبل أنْ يكفل ينتبه ، هذه فيها مخالفة  							للشرع ، فالكفيل مسؤول أيضاً .
 							 							 							 							"من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيبٌ منها ومن يشفع  							شفاعةً سيئةً يكن له كفل "  							فانتبِهْ . 							
 							 							 							      واحدة نصيب ، وواحدة كفل ،ولكلٍّ منهما  							معنى ، " وكان الله على كل شيءٍ مقيتا "، يعني  							مقتدر على أن يجازي المحسن على إحسانه ، والمسيء على  							إساءته .
 							 							 							 							والحمد لله رب العالمين . 
 
 تفسير القرآن الكريم
 لفضيلة  					الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي
 | 
| 
 
 | 
	|  |   |