دقائق
و يحين موعد اللقاء
أغمض عيني فأراك تجتاز الطريق
كأنك ستخرج من بين جفني و جفني
فأخشى عليك من وعثاء السفر
ومن ظلام الكحل ومن دموع الفرح
ومن بريق اللهفة ومن شروق الابتسام
خطاك ترسل في أوصالي رعشة الوجل
فيباغتني السؤال إثر السؤال
كيف ستراني...؟؟
أبحث عن مرايا عن زوايا عن ظل
أحدق فيه على عجل لعل حيرتي تهدأ أو هذا الخوف يرحل
دقائق تفصلني عنك وأكاد أسمع أنفاسك
في داخلي تهز نسائمها زهر أشجاني
تبعثر الباقي من كياني تنشرني أشرعة لهفة
وتجمعني حصاد أمل وتحيلني إلى تمثال يجسد ثورة الخجل
دقائق
كأن للوقت عويل كأن عقارب الساعات تتصارع
من يقتل صبري من يهزم صمودي من سينال شرف الأول
دقائق
والطريق إلى الباب طويل وقدماي تجهلان بعضهما
كأنهما غريبان على ميناء الألفة التقيا ذات صدفة
أصابعي موهنة ترجف مثقلة بالعطر تتجاذبها رغبة البدء
وخشية الخذلان تعجنها أسئلة وتفردها أجوبة باردة مرة
ودافئة مرة كأن فصول العمر التقت في تلك اليدان فتركتها في حيرة الأزل
دقائق
مشاعريثائرة على سلطة الشوق و ظلم البعد و تعسف الصد
وقوانين العنفوان و طغيان الوجل
دقائق
جبيني يتفصد عرقاً كحبات الندى
على زهر الأقحوان
مكتظ حسي بالذهول
كسحاب يبشر بالهطول
مرتجفة كسواحل وجد
تخشى ثورة البحر
وتمرد الطوفان فتلوذ بالخجل
دقائق
ماذا لو أني
فتحت الباب ولم يكن
القادم أنت
فكثيراً و كثيراً
ما خدعتني الأماني
ماذا لو فتحت الباب
و كان القادم صمت
يُهدي الحزن لوجداني
دقائق
تفصلني عن موعد اللقاء
خطوة أو خطوتان
أتعبت الطريق ترددا
بين
جيئة وذهاب
هنا التقينا قبل عام
و في هذة النقطة
قرب ردهة العذاب
لوحت لي بالوداع مبتسما
و ركبت صهوة الغياب
ويممت شطرك نحو الغروب
وتركني والشوق
قصة و كتاب
منذها أنا والليل أدمنا السهر
منذها و أنا أرسم القمر
منذها و أنا أحدث البحر
منذها و الأثواب مشنوقة
و محبوس في أوانيه العطر
منذها والورود يوجعها الانتظار
و الأماني يقتلها الضجر
و يمضغها المحال
و الخوف يكبر
أكاد أسمع تمرد النبض
على دقائق الحرمان
ماذا لو أدركني البكاء
و اختلط لون الفرح بكحل اللقاء
ماذا لو تركت ورد خدي ذابلا
أو عريت يقيني حتى الخواء
ماذا لو صرعني الضياء
و كشف عن وهني الغرور
فكنت ورقة بلا حبر
و حروفا مبعثرة السطور
دقائق
عن اللقاء
تفصلني وهي في علم
الفلك الشوق دهور
ماذا لو خرجت تلك المجنونة
التي تحبك وتسكنني تهذي
غير عابئة بطقوس اللقاء
ماذا لو ضمتك لهفة
متجاهلة الخطوط الحمراء
ماذا لو ضحكت عاليا فرحا
و بددت صمت السحاب
و قهقهت بنشوة المطر
لو مزجت حديث العتاب
و كلام اليقين
ماذا لو داهمها حزن دفين
ماذا لو عادت
طفلة تطعم الخوف أظافرها
تائهة في أبعاد غربتها
يرهبها صمت الغياب
و يغريها المطر
دقائق
امنحني الفرصة
كي أرتدي الغيم
و أكتحل بالليل
و أجمع شتات مشاعري
من حقول أزهر فيها الورد و ذبل ألف عام
و عصفت بها رياح الأسى حتى جفت على أسورها الأحلام
دقائق
يوووه
أمنحي لحظة أعيد فيها تأهيل طفولة قلبي
وتأهيل عيني لاستقبال وهج النهار
بعد سبات في ظلام الارق
دعني أُشعل مدفأة الحنين
وأنفخ في رماد الذكريات
أمنحني لحظة أرتب شعث
أفكاري التي تمزقت
بين حقيقة الصد
و وهم و وعد
أمنحني فرصة
أرتق فيها شال تمزق
حين تركتني ممددة على وسائد الشوك
و الصبر معطف ممزق
كم مرة تمردت
ومرة خضعت
وكم مرة حنيت لقسوتك
وكم مرة رفضت حنانك
امنحني لحظة
أكون عادلة مع روحي التي أتعبها
حبك و أرهقها نسيانك
دقائق
عن موعد اللقاء
لو أني أكف عن ترقب الثواني
و نبش الظنون فأستريح
لو أني أصرخ بالوقت قف مكانك
و أسلم وعدك للريح
فبقدر ما في قلبي
من شوق
أتمنيت إلا أراك
أن افتح الباب
و لاأرىإلاطيفك
يحمل همس وجدانك
فلقد أدمنت الشوق إليك
و استعذبت هجرانك