رد: قلم يحتضر
عندما تتوه الأفكار في زحمة المكان، وتتلاشى ذكريات الماضي بين ثنايا الأوجاع، ويكبر فينا الصمت إلى حدٍ ننس فيه الكلام، ويصبح الوطن الموجوع مجرد لوحة تعلق على الجدران، ويجف قلمي رأفة بكاتب قد داعبت أنامله يوماً الأقلام، ويسخر مني الورق ضاحكاً، ماذا ستكتب بعد اليوم؟ شعراً أم نثراً؟ أم رثاء....
سأرثيك يا قلمي ولتعلم يا صديقي إن للورق والحبر قيمة المكان والزمان. لا مجرد خرابيش نملأ بها صفحاتنا، لنقنع أنفسنا أولاً وأخيراً أننا ما زلنا نخط التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل بأيدينا .... فتلك مجرد أوهام.
ما عادت الكلمات تكبر فينا مثل الماضي حتى أصبح الحلم أضفاث أحلام.
سأمسك بك يا قلمي رغم الرجفة التي تعتلي أصابعي، وسأكتب عنك وحدك لعلك تسامحني في يوم من الأيام.
|