| 
 تربية الاولاد في الاسلام...الام والاب ودورهما ...
 http://www.quran-radio.com/leftpointg.gif                                                                                      			 				 				 					 						 						 						الام والاب ودورهما 
  					 					 						 							 		 		إن نظرة  		فاحصة مدققة لكثير من بيوت المسلمين اليوم ، ستطلعنا علي استقالة تربوية  		تُدمي القلوب ، سنري أن كثير من الآباء قد ظن أن الوظيفة المُثلي له في  		البيت أنه مُمثل لوزارة المالية ، بمعني أنه يسأل الزوجة ، كم تحتاجين من   		المال ؟ فتقول كذا وكذا ، فيعطيها عن طيب خاطر ، ولكنه قد تخلي عن أبوة  		التوجيه والتعليم ، لانشغاله بالتجارة والسفر ، بل وإن وجد بعض الوقت  فإنه  		يقتله قتلاً بالجلوس أمام وسائل الإعلام ، ويزداد الألم والكمد عندما  تُضاف  		إلي استقالة الأب استقالة أخري خطيرة ألا وهي استقالة الأم ، فتخرج  الزوجة  		هي الأخري للعمل ويترك كلاً منهم الأولاد ليقتاتوا قوتهم التربوي من  وسائل  		التعليم ، ثم ينطلق الأولاد إلي الشوارع والطرقات وإلي أصحاب السوء ،  فيشعر  		الأبناء باليتم التربوي :
  		إذ ليس  		اليتيم من أنتهي أبواه  ***  وخلفاه في هم الحياة ذليلاًفهل حدّثت   		ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أي هل تكلمت مع ولدك عن   		الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن السلف الصالح رضوان الله  عليهم  		جميعاً ، هل وضحت لولدك هذا المنهج الذي تحتاج إليه الأمة الآن .إن اليتيم من تري له أماً  ***  تخلت أو أبــاً مشغـــولاً
 فقم الآن -   		الآن الآن – وأملأ قلبك وقلب زوجتك وقلوب أولادك بعقيدة التوحيد وبالخوف  		والحب للعزيز المجيد وبالإتباع والطاعة النبي الحبيب الحميد ، فجميلٌ أن  		تجلس مع زوجتك وأولادك وأنتم تتناولون الطعام فتحدثهم عن قدرة الله عز  وجل  		، وتربط السبب (الطعام) بالمُسبب (الله عز وجل) .
 إن النبي  صلي  		الله عليه وسلم قد ربي أصحابه علي هذا المنهج الأصيل ، فانظروا عندما  أردف  		الغلام الصغير خلفه ، أي أركبه خلفه علي ناقة واحدة ، وبدأه بالنصح  		والتوجيه ، ولم يستصغر سنه ؛ بل هو - بأبي هو وأمي – صلي الله عليه وسلم  		مربي وأسوة وقدوة وإمام ، بل ولخص للغلام المبارك ابن عباس العقيدة في  تلك  		الكلمات المختصرة في حديث :" أحفظ الله يحفظك " الذي رواه الترمذي وأحمد  		وصححه شيخنا الألباني .
 بل هي سمة   		المؤمنين والصالحين أجمعين ، انظروا إلي وصية يعقوب وهو علي فراس الموت  كما  		قال تعالي :" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ  إِذْ  		قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي " انظروا وهو علي فراش  الموت  		يَطمئن علي عقيدة أولاده من بعده التي لطالما علَمهُم إياها ، فقَالُوا: "   		نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ  		وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ثم انظروا إلي   		الخليل عليه السلام أيضاً :" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ  		وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ  		تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " .
 وانظروا  إلي  		قوله عز وجل :" وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا  		بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " أي  		والله إن الشرك لظلمٌ عظيم .
 وكتب عمر  إلى  		ابنه عبد الله :" أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه من اتقاه  وقاه  		ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك " .
 فأرجع  الآن  		فحدث ولدك عن الله وعن رسول الله حتى نمشي خطوة نحو نصر الأمة ، فإن  الأمة  		لن تُنصر بعد إذن الله ؛ إلا بالرجال الصادقون الأبطال ، الذين همهم  		بالنهار ذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ، وهمهم بالليل الوقوف بين يديه  		والتضرع إليه ، حتى إذا أفترش الناس فراشهم ، قاموا هم وافترشوا بين يدي  		الله جباههم ، وتقربوا إلي ربهم ببكائهم ، ثم بعد دعائهم وصلاتهم وبكائهم  ،  		يقولون : ربنا أصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراماً ، إنها ساءت  		مستقراً ومُقاماً ، فهم في خوفهم من ربهم ، كحال أهل الغفلة في أمنهم ،  		يتألمون لما حلّ بأمتهم ، ويتحسرون عما نزل بأهلهم وأقاربهم ، ولسان حال  كل  		منهم : أنا السبب ، لو مِت لاستراح الناس ، فيسعون لنصر أمتهم ، ولطلب  		عزتهم أو شهادتهم ، يقولون : إما أن نملك رقابكم (أي الأعداء) أو نموت  		أعزاء ، فالمؤمن الحق لا يرضي بالذل إلا لله وحده عز وجلّ ، فحريٌ بهؤلاء   		أن يأتوا بالنصر لأمتهم وبالعزة لأنفسهم ، وبالمعذرة إلي ربهم ، فكانوا  		بالنهار فرسان ، وبالليل رهبان وكما قال الشيخ صفوت نور الدين – رحمه  الله  		تعالي – في وصفهم :" فانتصروا علي شهواتهم وشيطانهم ، فقطعوا نهارهم في  		الجهاد فرساناً ، والليل في المحراب رهباناً ، فكان أُنسهم بربهم في  ليلهم  		إذا هجعت الأصوات ، والتف الناس في البيوت نياماً ، صاروا هم لله قائمين  		يأنسون بصحبته ومناجاته . القرآن الكريم وِرْدُهم ، والصلاة بالليل شغلهم  ،  		والبكاء بالليل شغلهم ، والبكاء متذكرين القيامة والحساب والدعاء خائفين  من  		يوم اللقاء ، كل ذلك هو حالهم ، فإذا أصبح عليهم النهار خرجوا من ديارهم  		يأخذون من الدنيا بقدر المتزود في سفره ، إن كانوا في شغلها كانوا مع  الشرع  		دائرين ، ولما أحل الله ملازمين ، وعن الحرام بل كل الشبهات متباعدين ،  		يخافون من أن يلوثوا صفحة بيضوها في ليلهم بالطاعات ، فيخافون من نظرة أو   		طرفة ، ويخافون من كلمة أو خطرة ، فإذا وقع منهم شيء من ذلك أسرعوا  قائلين  		: رب قد أذنبت فاغفر لي . فإذا دعا داعي الجهاد بالسيف والقتال فهم في  		الجهاد وحلقاته ، خرجوا مسرعين يريدون ملاقاة رب أنسوا به الليل كله ،  		وحرصوا علي العمل في مرضاته وشرعه النهار كله ".
 فهيا آبائي وأمهاتي ؛  		بالسعي لتنالون شرف أبوة وأمومة هؤلاء الأبطال ، ولتحققون النصر لهذه  الأمة  		، ليُضاعف الله لكم الأجر ، ويجزيكم كثير الخير .
 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
 ا
 
 |