قبل سنوات كتبت شيء اسمه ( رأيت الله في غزة) تحدثت وقتها عن قدر غزة في المذابح . عن جيفارا غزة . وعن ابو علي شاهين وعن نساء واطفال وقهر وجوع .... وصمود ..
صمود منذ الازل ... منذ ان خلق الله غزة .. غزة لم تنكسر ولا تنكسر ...
غزة اليوم غير ذات غزة التي كانت ... غزة جائت مع فجر الطوفان .. عبرت الجسر .. عبرت لوهم. عبرت الجبروت ... حاربت اطول حروبنا .. وصمدت كما لم نصمد .. وكالت لهم الصاع صاعات كثيرة ..
ابطال غزة اليوم هم مقاتلوها الصابرون الصامدون بين الانقاض. واطفالها ونساءها وكبارها .. في غزة كلها وعلى مدار عامين .. لم نرى من يشكوا ..لم نرى من يتذمر .. نعم رأينا الالم والجوع والتهجير .. رأينا القهر والظلم ... ولكننا رأينا ايضاً صمود الجبال الراسيات ..صموداً نعجز عنه ..
ان سالنا من المنتصر بعد كلها هذا ...
اقول ... غزة انتصرت حين عبر ابطالها واقتحموا الحواجز .. غزة انتصرت بعد دقيقة واحدة من عبور الابطال الى الارض المحتلة ... غزة انتصرت لحظة الطوفان العظيم.
سلمت غزة .. وعاشت غزة حرة عربية ابية .. تعلمنا دوم الكرامة ... والشرف... والكبرياء.. والصمود ورجولة الرجال ......
غزة .. وحدها نوارة هذا الزمن .. وسيفنا البتار.
انا غزة ...: .انا البحر ... لم يذبحني السيف المشرع وهو يغوص عميقاً في لحم الرقبة . فخذو حبراً من قنبلتي ... من احزمتي ..فأنا السرف ... وانا القدر. فانتظروا... انتظروا.. انتظرو.

غزة…
هي آخر مقاتل وآخر طلقة باتجاه عدوّنا
في غزة يعيش آخر مسلم وآخر ثائر وآخر خنساء وكل العالَم حولها حقير…
في غزة طفل ولد ووجدَها حربا فقصفته تلك الدولة التي تمنع الحياة وعاد إلى الموت .
سيحضر الله في غزة مع طائفته كما حضر في غزوة الأحزاب ...

.أشعرُ أن من يريد أن يرى الله سيلقاه في غزة ...
فلتكن باكيا حزينا كي لا تختلف عن أهل غزة
ولنكن باكين على خذلاننا..
طالبين من الله الصفح ونفْوسا جديدة ..
تفهم الفرق بين البذل والخنوع...وتحب المروءة وتكره الأنذال. ...
نفوسا تحب الله والحق والشجاعة ....كأهل غزة
.

وفي كل أحوالِها
تبقى غزة
شامخة وتأبى الانكسار ...

غزة الصمود غزة الكاشفة